تراجعت حدة الاحتجاجات والإضرابات في إقليم كردستان أمس، عقب دعوة نقابات مهنية إلى «تعليقها موقتاً»، إضافة إلى قرار الحكومة الكردية إطلاق الرواتب اليوم، بعد خفض نسبة الاقتطاع منها، فيما أكد زعيم معارض أن «حل الأزمة المالية يكمن في انتزاع الإيرادات والشركات من سلطة الأحزاب التقليدية». وعلى رغم التوصل إلى اتفاق بين ممثلين عن المحتجين ووزارتي الصحة والتربية في الإقليم لإنهاء الإضرابات والعودة إلى العمل، واصل معلمونفي بلدتي كلار (السليمانية) وكويسنجق (أربيل) احتجاجهم أمس، مطالبين بإلغاء «نظام ادخار الرواتب الإجباري». وهددوا بمواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم، وما زالت مدارس عدّة تشهد تعطيلاً في صفوفها منذ أسابيع نتيجة الإضراب في مدن السليمانية وحلبجة وكرميان ورابرين وكوينسجق وبلدات أخرى. وأصدر مضربون في القطاع الصحي في السليمانية بياناً أعلنوا فيه «إنهاء الاضراب والتجمعات الاحتجاجية موقتاً، على أن يتم تلبية شرط دفع الرواتب في موعدها الشهري من دون تأخير، والعمل على إلغاء نظام الإدخار بشكل كلي، والبت في مصير مبالغ الاقتطاعات والرواتب التي لم تدفع». ومن الشروط أيضاً «الحفاظ على سلامة أعضاء ونشطاء الهيئات المنظمة للتظاهرات والاعتصامات الذين يتعرضون إلى تهديدات بشتى الأساليب، وعدم التعرض للمحتجين ومعاقبتهم». وأعلنت وزارة المال في حكومة الاقليم أمس، أنها «ستبدأ اليوم دفع رواتب موظفي وزارتي التربية والصحة بموجب التعديلات التي أجريت على نظام الادخار، والذي تم بموجبه خفض نسبة الاقتطاعات بين 30 إلى 10 في المئة، بعدما كانت تصل إلى 75 في المئة». وأثار قرار مديرية تربية أربيل بمعاقبة 19 من المعلمين المضربين موجة استياء وردود أفعال غاضبة. وتعهد مسؤول فرع اتحاد المعلمين في المحافظة فاخر محمد، «الدفاع عن الذين تعرضوا للمعاقبة والبحث مع المسؤولين المعنيين في سبل إلغائها»، مؤكدا «الاستعداد لمتابعة أي شكوى مقدمة من الذي يتعرضون للمحاسبة». إلى ذلك، أكد رئيس فرع «نقابة المهن الطبية» في السليمانية هاوزين عمر خلال مؤتمر صحافي أمس، «البدء بتوزيع رواتب موظفي وزارة الصحة، بعد تلقي النقابة تطمينات وتعهدات من وزير الصحة للبدء بتوزيع الرواتب». وكشف أنه «سيدفع راتب كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما تم ادخار راتب شهر كانون الأول بالكامل». وهاجم السياسي الكردي زعيم «تحالف الديموقراطية والعدالة» المعارض برهم صالح، الأحزاب الحاكمة في الإقليم. وقال في تصريحات إن «أي حزب تقليدي (في إشارة إلى الحزبين الحاكمين) لن يتمكن من إجراء إصلاحات»، وأكد أن «الإقليم يعاني اليوم حكماً سيئاً، بعدما أصبحت الأحزاب التقليدية وحلفائها مصدر نقمة بسبب سوء قيادة السلطة».