شهدت مدن كردية أمس، موجة إضرابات واحتجاجات غاضبة بسبب تراجع حكومتي أربيل وبغداد عن تنفيذ وعودهما بدفع مرتبات موظفي محافظات إقليم كردستان من دون استقطاعات، وسط مطالب بالكشف عن مضمون «الصفقة السرية» المبرمة بين الحكومتين. وشكل إعلان حكومة أربيل استمرار العمل بنظام «الادخار الإجباري» للرواتب، صدمة لدى الشارع الكردي، بعد ترقب لنحو شهرين إثر وعود كانت قطعتها بغداد باتفاق مع أربيل بدفع مرتبات وزارتين من دون استقطاع، على أن يشمل ذلك كل الوزارات بعد انتهاء لجان اتحادية من تدقيق لوائح الموظفين. وانضم مئات موظفي القطاع الصحي في مدن السليمانية وكلار وكرميان وحلبجة وكويسنجق الواقعة في نطاق نفوذ حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، إلى نظرائهم في القطاع التربوي المضربين منذ أسابيع، احتجاجاً على استمرار أزمة الرواتب. وأكدت اللجنة المشرفة على الإضراب في بيان أن «حكومة الإقليم لا ترغب في إنهاء الأزمة، وعليه ستتواصل الإضرابات في المراكز الصحية كافة لحين تلبية مطالبنا». في المقابل، أكد وزيرا الصحة والتربية في الإقليم أن «الحكومة ستراجع نظام الادخار بعد عطلة أعياد نوروز الأسبوع المقبل»، وهو ما أكده رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد طالباني. وردد المحتجون هتافات وشعارات تدعو إلى «الكشف عن مضمون الاتفاق المبرم بموجب صفقة سرية بين حكومتي أربيل وبغداد»، كما اتهموا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ب «التنصل من وعوده المتكررة ومراوغته لضمان ولاية ثانية».