فرضت الصين رسوماً جمركية على عدد من المنتجات الأميركية أمس، رداً على قرارات مماثلة أميركية، ما زعزع أسواق المال. رغم ذلك، أبقى الجانبان الباب موارباً أمام حوار بينهما. وأعلنت بكين أمس خططاً لفرض رسوم على سلع أميركية تصل قيمتها إلى 50 بليون دولار، مثل فول الصويا والسيارات والطائرات الصغيرة، بعد ساعات على نشر إدارة الرئيس دونالد ترامب قائمة بسلع صينية تبلغ قيمتها أيضاً 50 بليون دولار ستخضع لرسوم جمركية أميركية. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ أن الصين منفتحة على الحوار، وأن «أي محاولة لتركيعها، من خلال التهديدات والتخويف، لن تنجح أبداً». كما لم تستبعد واشنطن إجراء مفاوضات بين البلدين. وأعدت الصين لائحة ب106 سلع ستخضع لرسوم بنسبة 25 في المئة، وتضم منتجات كيماوية وفول الصويا ولحوماً مجلدة، من دون أن تحدد موعداً لدخول هذا القرار حيز التنفيذ. وتُصدّر الولاياتالمتحدة ثلثَ إنتاجها من فول الصويا إلى الصين، وبلغ العام الماضي 14 بليون دولار، ويأتي معظم هذا المحصول من الولايات الريفية التي صوّتت لترامب عام 2016. وتشمل الرسوم الصينية أيضاً الطائرات التي لا تزن أكثر من 45 ألف كيلوغرام. وتشكل البضائع المستهدفة بالرسوم التي تبلغ قيمتها الإجمالية 100 بليون دولار، 17 في المئة من حجم التبادل التجاري بين البلدين البالغ 580 بليون دولار العام الماضي. وصدر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر أن قائمة البضائع المقترحة تستهدف منتجات تستفيد من الخطط الصناعية للصين. وتحدد القائمة 1300 سلعة قد تواجه إلى حد ما رسوماً بنسبة 25 في المئة، لكن تبقى قابلة للمراجعة خلال أيار (مايو) على الأقل، قبل أن تصبح نافذة. وأسف مجلس تصدير فول الصويا الأميركي من قرار الصين فرض رسوم على وارداته لن تحل الخلل التجاري. وهبطت العقود الآجلة لفول الصويا الأميركي بأكثر من خمسة في المئة بعد الإعلان. وخلخلت الأزمة المتصاعدة أسواق المال والأسهم التي تفاجأت بتفاقمها، فتراجعت أسهم «بوينغ»، رغم أنها ليست معنية مباشرة بالرسوم على الطائرات التي لمّحت بكين إلى فرضها رسوماً عليها. وعن الأزمة التي تهدد التجارة العالمية، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنجيل غوريا، أن تصاعد التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين «مقلق» بعد تبادل الرسوم الجمركية. وقال في معهد «تشاتام هاوس» الدولي البحثي في لندن: «هذا أمر مقلق جداً»، مشيراً إلى أزمة كبرى «بين أكبر بلدين تجاريين في العالم». وأضاف أن ما يحصل ليس في مصلحة أحد، ويمكن أن يؤدي إلى نتيجة يخسر فيها الجميع. على صلة، أعلنت ناطقة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية أمس، أن من الضروري أن تنخرط الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي في حوار من أجل تجنب نشوب صراع تجاري.