أفاد بيان مشترك بأن قادة تركياوإيران وروسيا قالوا اليوم (الأربعاء)، إنهم عازمون على تسريع الجهود لضمان «الهدوء على الأرض» في سورية وحماية المدنيين في مناطق «عدم التصعيد». ونشر البيان على الموقع الإلكتروني للرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اجتماعه مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. واتهم روحاني الولاياتالمتحدة بدعم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، ودعا الدول كافة إلى احترام استقلال سورية. وقال روحاني في مؤتمر صحافي في أنقرة: «بعض البلدان وبينها أميركا تساند جماعات إرهابية مثل الدولة الإسلامية في سورية التي تخدم مصالح هذه الدول... إيران تعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية.. الحفاظ على استقلال سورية أولوية بالنسبة لطهران». ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني قوله إنه يجب تسليم السيطرة على منطقة عفرين التي سيطرت عليها القوات التركية وحلفاؤها من المعارضين السوريين إلى الجيش السوري. وأضاف: «التطورات الجارية في عفرين لن تكون مفيدة إذا أخلت بوحدة الأراضي السورية، ويتعين تسليم السيطرة على هذه المناطق للجيش السوري». من جهته، قال أردوغان إن أنقرةوموسكو ستعملان معاً لبناء مستشفى في تل أبيض السورية لعلاج الفارين من الغوطة الشرقية. وترعى موسكو وطهران الداعمتان لدمشق، وتركيا التي تساند فصائل المعارضة المسلحة عملية استانا التي سمحت خصوصاً باقامة أربع مناطق ل«خفض التصعيد». لكن البحث عن حل للنزاع السوري الذي أسفر عن سقوط اكثر من 350 الف قتيل منذ 2011، يراوح مكانه بسبب المصالح المتناقضة لموسكووأنقرة وطهران ومسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وعقد اللقاء الاخير بين قادة الدول الثلاث حول الملف السوري في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في سوتشي وأفضى الى مؤتمر وطني سوري باء بالفشل في المنتجع الروسي. وقالت المتخصصة في الشؤون التركية جانا جبور ان «هدف هذه القمة الثلاثية (...) هو اعادة تنظيم مناطق النفوذ في سورية واعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سورية (...) بعد الانسحاب الاميركي». وكرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس رغبته في سحب القوات الاميركية من سورية، مؤكداً انه سيتم اتخاذ قرار «بسرعة». وسيسمح انسحاب اميركي باطلاق يد تركيا وروسيا وايران، الدول الثلاث التي تهيمن على الوضع الميداني. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن الممثل الخاص للكرملين في سورية الكسندر لافرنتييف قوله: «يجب بكل بساطة عرض حصيلة معينة وتحديد الافاق»، معتبراً ان هذه الافاق هي «في المبدأ جيدة». وبفضل دعم موسكو وطهران، تمكن نظام الرئيس السوري بشار الاسد من استعادة اكثر من نصف الاراضي السورية. وكان لافرنتييف توقع أمس ان يستعيد الجيش السوري من مقاتلي المعارضة السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية خلال «الايام السبعة الى العشرة المقبلة». وساعدت أنقرة التي تشكل مصدر الدعم الرئيس لفصائل المعارضة، هذه الاخيرة على السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد. وبعدما انتزعت القوات التركية بمساعدة فصائل مسلحة معارضة في 18 آذار (مارس) الماضي جيب عفرين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، يؤكد اردوغان أنه يريد توسيع نطاق الهجوم شرقاً وخصوصاً الى منبج حيث يتمركز الجنود الاميركيون الى جانب «وحدات حماية الشعب» حليفتهم في مكافحة المتشددين.