دمشق، عمان، باريس- واشنطن - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز، أ ب - طالبت الولاياتالمتحدة امس بانسحاب القوات السورية من مدينة حماة، وبوقف «حملة الاعتقالات». وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان «الولاياتالمتحدة قلقة بشدة حيال استمرار الهجمات ضد المتظاهرين المسالمين». ووسط حالة من الاستنفار والترقب، قال ناشطون وشهود إن سكان من حماة امضوا ليلة امس في الشوارع في اقامة حواجز ترابية ومتاريس من الإطارات لتحصين المدينة من دبابات الجيش التي تحاصرها من مداخلها الجنوبية والشرقية والغربية. وقال شهود إن قوات الامن نفذت عمليات في احياء سكنية من بينها منطقة السوق ودوار المحطة ونزلة الجزدان والعلمين والفراية وطريق حلب وحي الهادر إلى الشمال من نهر العاصي الذي يمر في المدينة التي يقطنها 650 ألف نسمة. وتحدث الناشطون عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وإصابة العشرات. وإلى جانب حصار حماة، الذي أعربت فرنسا أمس عن قلقها حياله، شهد ريف دمشق توتراً ملحوظاً بعد مقتل شخصين أول من امس. وتظاهر الآلاف ليلاً في عربين والقابون والحجر الأسود. وأشارت الرابطة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن «نحو 14 ألف مشيِّع شاركوا في جنازة القتيلين». في موازاة ذلك، استمرت عمليات الجيش في ريف ادلب، حيث دخلت الدبابات امس بلدة كفرنبل بعد يوم من دخولها حاس ومعرة النعمان. وأشارت الرابطة السورية لحقوق الإنسان إلى «حملة اعتقالات واسعة في منطقة حلة وكفرنبل الواقعتين في ريف ادلب». وعن الاوضاع في حماة، قال ناشطون إن الوضع متوتر في المدينة، وإن غالبية المحلات التجارية اغلقت في اطار «عصيان مدني» دعا اليه المتظاهرون. واوضح المرصد السوري أن «11 شخصاً قتلوا (تسعة بنيران الامن السوري وامرأة اغتيلت ثم رميت جثتها في نهر العاصي) واصيب اكثر من 35 آخرين بجروح»، وتم العثور أيضاً على جثة شاب في نهر العاصي قتل ذبحاً. كما قال الشهود إن من بين القتلى شقيقين هما بهاء وخالد النهار، اللذين قتلا في احد ميادين حماة، موضحين ان الملاكم السوري المعروف ناصر الشامي، الذي فاز بالميدالية البرونزية في اولمبياد اثينا 2004، أصيب في الهجمات. وتحدث المرصد السوري عن إطلاق نار كثيف في احياء عدة من حماة، التي استُنفر اهلها لبناء الحواجز الترابية ومتاريس من الإطارات في الشوارع، كما أمضى بعضهم الليل في الشارع. وقال ناشط إن «الحلول الأمنية التي تتبعها السلطات السورية لن تجدي، لأن أهالي المدينة متحدون للدفاع عن مدينتهم حتى الموت»، مضيفاً أن «أهالي حماة يرفضون السماح بدخول الجيش إلى مدينتهم ويشددون على سلمية تحركهم». ويتخوف السكان من حصار المدينة وتداعيات ذلك على الوضع الانساني، مشيرين إلى ان قوات الامن قطعت الطرق المؤدية إلى حماة وان دخولها او الخروج منها بات صعباً. واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت اكثر من 500 ناشط ومتظاهر خلال الأيام الماضية، ودعا الناطق بإسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الأسرة الدولية واعضاء مجلس الأمن الى «إسماع صوتهم» وإدانة التصرفات غير المقبولة للنظام السوري، مؤكداً أنه «لم يعد بوسع الأسرة الدولية ان تغض الطرف وعليها ان توجه رسالة لوقف القمع». وقال فاليرو: «نحن قلقون جداً من الأنباء التي تتحدث عن حصار حماة من قبل الجيش السوري، ما يشير الى ان النظام السوري اختار مرة أخرى القمع والقوة المسلحة ضد شعبه، الذي لا يطالب بأكثر من ممارسة حقوقه الأساسية». وأضاف ان فرنسا «تدين مجدداً لجوء النظام الى القوة ضد المدنيين، كما تدين استمرار العنف والاعتقال التعسفي وغياب الالتزام الصادق من قبل السلطات بنهج اصلاح سياسي». وأفادت منظمة العفو الدولية «آمنستي»، إن ما حدث في مدينة تلكلخ السورية على الحدود اللبنانية يمكن ان يعتبر «جريمة ضد الانسانية» وذلك في تقرير جديد لها حول الوضع السوري. وتحدثت المنظمة عن «انتهاكات ممنهجة ومنظمة لقمع التظاهرات»، موضحة ان الكثير من الجرائم التي تحدث عنها شهود عيان تدخل في اطار صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية.