أصدر القضاء الأميركي حكمه الأول في ملف التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية عام 2016، استناداً إلى تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر، وقضى بسجن المحامي الهولندي أليكس فان در زوان 30 يوماً بتهمة الإدلاء بإفادة كاذبة للمحققين. وكان فان در زوان (33 سنة) اعترف قبل شهرين بأنه كذب على المحققين في شأن اتصاله ببريك غايتس، المستشار السابق في الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، وشخص آخر يقول مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) إنه مرتبط بالاستخبارات العسكرية الروسية. وبموجب القوانين الفيديرالية، كان فان در زوان يواجه إمكان إدانته بالسجن حتى 6 أشهر. وجاء الحكم بعد ساعات على إصدار المدعي العام رود روزنشتاين قراراً بأن مولر مخوّل تحديد التحقيق في مزاعم تواطؤ بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة ترامب الانتخابية، مع روسيا عبر علاقات مع حكومة الرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، تمهيداً للتدخل في انتخابات 2016. وصدر القرار رداً على تحدي مانافورت سلطة مولر في مقاضاته، علماً أن المستشار السابق لحملة ترامب لا يواجه اتهامات تتعلق بانتخابات 2016 أو التدخل الروسي فيها، لكنه متهم بالاحتيال على بنوك وتقديم إقرارات ضريبية مزيفة، والتآمر ضد الولاياتالمتحدة عبر ارتكاب جرائم لغسل الأموال، والارتباط بجرائم فساد في أوكرانيا. إلى ذلك، أعلن أندرو ماكيب، الذي أقيل الشهر الماضي من منصب مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، قبل يومين من موعدِ تقاعدِه، أنه جمع تبرعات قيمتها نصف مليون دولار لتمويل معركة قضائية يعتزم خوضها ضد إدارة ترامب. وقال: «جمعت المنصة التي أنشِئت على موقع غوفاندمي الإلكتروني لجمع التبرعات، حجم تبرعات أكبر بثلاثة أضعاف المبلغ المستهدف أساساً، وهو 150 ألف دولار. هذا الزخم من الدعم الساحق يجعلنا مذهولين وممتنين جداً، وأؤكد أنني سأواصل التنديد بالظلم الذي تعرضت اليه». وماكيب الذي تولى منصب مدير «إف بي آي» بالإنابة إثر إقالة ترامب المدير السابق ل «إف بي آي» جيمس كومي في أيار (مايو) 2017، فوجئ كما الوسط السياسي، بقرار إقالته الذي أصدره وزير العدل جيف سيشنز في 16 آذار (مارس) الماضي، أي قبل يومين من بلوغه سن الخمسين الذي كان سيُحيله على التقاعد، ما حرمه من إمكان الحصول على تعويض مالي كان سيُمنح له لو غادر منصبه بعد 18 آذار. وبررت وزارة العدل إقالة ماكيب بأن «تحقيقاً داخلياً أظهر إدلاءه بتصريحات إعلامية بلا إذن، وأنه لم يكن صادقاً تماماً في مناسبات عدة مع المفتش العام في الوزارة». وحينها رحب ترامب بإقالة ماكيب، وكتب على «تويتر»: «ماكيب مطرود. إنه يوم عظيم لرجال إف بي آي ونسائها الذين يعملون جدياً، ويوم عظيم للديموقراطية». وأضاف: «كان كومي الذي يدعي التهذيب رئيسه، وجعل ماكيب يبدو كأنه جبان، إذ كان يعلم بالأكاذيب والفساد المنتشر في أعلى مستويات إف بي آي». لكن ماكيب نفى ارتكابه أي خطأ، وأكد أنه ضحية «حرب» بين إدارة ترامب ومكتب التحقيقات الفيديرالي والتحقيق الجاري في شأن ملف «التدخل الروسي».