شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتجاة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سورية، مؤكداً أن الوجود العسكري الأمريكي في سورية «غير قانوني ويتناقض مع ميثاق الأممالمتحدة». وأعرب لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البنغلاديشي ابو الحسن محمود علي في موسكو، عن أمل بلاده بأن تكون تصريحات ترامب بشأن سحب قوات بلاده من سورية «مقدمة لالتزام واشنطن بوعودها السابقة بأن وجود قواتها في سورية مرتبط بهزيمة تنظيم داعش الإرهابي». واشار إلى أن الولاياتالمتحدة تحاول عزل مناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات، من خلال إقامة المنشآت العسكرية هناك. وزاد: «نحن قلقون إزاء تعزيز الولاياتالمتحدة وجودها على الضفة الشرقية للفرات على جزء كبير من الأراضي السورية الممتدة حتى الحدود مع العراق، رغم التأكيدات المتكررة بأن هدف الولاياتالمتحدة الوحيد في سورية يكمن في الحرب ضد الإرهاب. إنها لا تعزز هناك منشآتها العسكرية فحسب، بل وتنشئ سلطة، موالية لها وممولة من قبلها، وكل ذلك لعزل هذه المناطق عن باقي الأراضي السورية». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة أكدت أنها لا تسعى إلى تقسيم سوريا، لكنها لم تكن مقنعة. وفي واشنطن حذر عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور لينزي غراهام من سحب القوات الأميركية من سورية، معتبراً الاجراء «سيؤدي إلى إحياء تنظيم داعش وزيادة النفوذ الإيراني». وقال في تصريحات لقناة فوكس نيوز مساء الاحد: «سيكون ذلك أسوأ قرار منفرد يمكن أن يأخذه الرئيس (ترامب)». وأضاف: «أوصلنا داعش إلى حافة الهزيمة. وإذا كنتم تريدون إبعاده من الحافة فاسحبوا الجنود الأميركيين». ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض الأسبوع الجاري لبحث الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة على «داعش» في سورية. وقال مسؤول بارز في الإدارة لرويترز أن مستشاري ترامب يعتقدون أن الجيش الأميركي يحتاج إلى البقاء في سورية بأعداد صغيرة عامين آخرين في الأقل. واضاف: «ترامب غير راض عن هذه النصيحة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيأمر فعلاً بسحب القوات». وكرر غراهام في المقابلة التلفزيونية صدى مخاوف مستشاري البيت الأبيض من انسحاب سريع. وقال «هذه كارثة قيد الإعداد». وزاد: «ما زال هناك أكثر من 3000 مقاتل من «داعش» يجوبون سورية. وإذا سحبنا قواتنا في أي وقت قريب، فسيعود التنظيم وستخرج الحرب بين تركيا والأكراد عن السيطرة وستمنح دمشق للإيرانيين من دون وجود أميركي».