دخلت المحطة الفضائية الصينية «تيانغونغ-1» في الغلاف الجوي للأرض فجر أمس حيث احترقت وتفتتت في سماء جنوب المحيط الهادئ، بعد عامين من فقدان السيطرة عليها. وبعد بضعة أيام من الغموض، دخلت المحطة، وهي مختبر فضائي يعني اسمه القصر السماوي، الغلاف الجوي للأرض قبيل الوقت المرتقب بحوالى ربع ساعة. وقال المكتب الصيني المسؤول عن تصميم المركبات الفضائية في بيان: «معظم أجزاء المحطة دُمّرت لدى دخولها الغلاف الجوي» إذ يؤدي الاحتكاك بطبقات الجو إلى احتراق أي جسم يدخل بسرعة عالية. لكن المكتب لم يوضح مكان السقوط بدقة. وكانت السلطات الصينية طمأنت إلى أن سقوط المحطة لن يسبب أي أضرار بل هو سيكون أشبه بعرض ألعاب نارية ممتع في السماء، يشبه الزخّات النيزكية. لكن لا يبدو أن أحداً لم يتمكّن من مشاهدة ذلك، إذ إن المحطة، وفق ما قالت الصين، احترقت في سماء المحيط. وقبل أن تتحطّم تماما مرّت في سماء كوريا الشمالية واليابان حيث كانت الشمس ما زالت مشرقة، فلم تكن مشاهدتها ممكنة، وفق عالم الفضاء جوناثان ماكدويل الباحث في مركز الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد سميثسونيان الأميركية. وأكّدت الولاياتالمتحدة دخول المحطة غلاف الأرض في سماء المحيط الهادئ، متحدّثة عن خطأ في تقديرات الصين للوقت مقداره دقيقة واحدة. وضعت المحطة التي كان وزنها يبلغ ثمانية أطنان، في مدار الأرض في أيلول (سبتمبر) من العام 2011، وكان مقرراً أن تدخل الغلاف الجوي بشكل مدروس، لكن الصين فقدت السيطرة عليها في آذار (مارس) 2016، وهو ما أثار القلق حينئذ من إمكان سقوطها على الأرض وتسببها بأضرار. وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، فإن المهندسين الصينيين لم يكونوا قادرين على التحكم بمحركات المحطة، الأمر الذي جعلها تهبط بشكل عشوائي، لكن الصين كانت تؤكد مراراً أنها ما زالت تتحكم بالمحطة. واتهمت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية الصادرة بالإنكليزية وسائل الإعلام الأجنبية بتضخيم الأمر «لأن بعض الدول الغربية تحاول إثارة الغبار حول قطاع الفضاء الصيني الآخذ بالنمو». على مدى السنوات الماضية، استخدم «القصر السماوي» لإجراء اختبارات طبية. وكان يعتبر مرحلة تمهيدية لبناء محطة فضاء دولية. وأكدت بكين قبل أيام أن خطر إصابة أي إنسان بشيء من البقايا المتفتتة للمحطة لا يزيد عن واحد من 700 مليون. فغالبية القطع ستحترق وتتفتت وتتناثر في الهواء. وهي ليست المرة الأولى التي يدخل فيها جهاز فضائي لا سيطرة عليه في الغلاف الجوي للأرض، بل إن هذا الأمر قد تكرر ستة آلاف مرة في ستين عاماً من الرحلات الفضائية. وفي مرة واحدة فقط أصابت قطعة صغيرة من الركام شخصاً بجروح في كتفه، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية. ومحطة «القصر السماوي» هي الجهاز الخمسون من حيث الحجم في ترتيب الأجسام والأجهزة التي دخلت غلاف الأرض بشكل غير متحكّم فيه منذ العام 1957، بحسب جوناثان ماكدويل، الباحث في مركز هارفرد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في الولاياتالمتحدة. وتنظر الصين إلى قطاعها الفضائي على أنه رمز للتقدّم والقوّة في ظلّ حكم الحزب الشيوعي الأوحد.