وصل 60 ديبلوماسياً روسياً، طردتهم الولاياتالمتحدة، إلى موسكو التي نبّهت مواطنيها إلى عواقب السفر إلى بريطانيا، فيما حذّرت أستراليا من «مشاعر معادية للغرب» في روسيا وأبدت برلين استعداداً لحوار معها. يأتي ذلك بعد بلوغ التوتر بين موسكو والغرب أعلى مستوى منذ الحرب الباردة، إثر اتهام موسكو بتسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا، في 4 آذار (مارس) الماضي. وتبادلت روسيا ودول حليفة للولايات المتحدة طرد حوالى 150 ديبلوماسياً من كلّ من الجانبين. ووصلت طائرتان إلى مطار فنوكوفو في موسكو، تقلان 171 راكباً، هم 60 ديبلوماسياً وأفراد عائلاتهم، آتين من واشنطن ونيويورك. وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت الديبلوماسيين «جواسيس»، وأغلقت القنصلية الروسية في سياتل، مستدركة أن موسكو تستطيع إبدالهم بديبلوماسيين آخرين. وسارعت موسكو إلى طرد 60 ديبلوماسياً أميركياً، وإغلاق قنصلية واشنطن في سان بطرسبورغ. ونبّهت روسيا مواطنيها إلى ضرورة التفكير ملياً قبل السفر إلى بريطانيا، أو إرسال أطفالهم إلى المدارس الصيفية هناك، مشيرةً إلى أنهم «قد يتعرّضون، من دون سواهم، إلى مضايقات من السلطات المحلية». وانتقدت «سياسات معادية لروسيا، وتصاعد لهجة التهديد من البريطانيين». في السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن سلوك موسكو أضاع الكثير من الثقة في السنوات الماضية، واستدرك: «في الوقت ذاته، نحتاج إلى روسيا شريكاً لتسوية صراعات إقليمية، ولنزع السلاح، وبوصفها ركيزة مهمة للتعددية»، وزاد: «نحن مستعدون لحوار، ونحاول إعادة بناء الثقة تدريجاً، إذا كانت موسكو مستعدة». ودافع ماس عن قرار برلين طرد ديبلوماسيين روس، ورأى فيه «إظهاراً للتضامن مع بريطانيا، وأيضاً دليلاً على الوحدة». إلى ذلك، حذرت إدارة السفر في الخارجية الأسترالية مواطنيها المسافرين إلى روسيا، من خطر مواجهة «مشاعر معادية للغرب، أو مضايقات»، ودعتهم إلى متابعة الوضع الأمني والسياسي بدقة، بسبب «توتر سياسي كبير». وشددت على ضرورة «التزام اليقظة وتجنّب أي تجمعات احتجاجية أو تظاهرات، والامتناع عن التعليق علناً على التطورات السياسية». واستدركت أن الحكومة لا تتوقع الآن «صعوبات للأستراليين المسافرين إلى روسيا»، علماً أن هذا التحذير يأتي قبل 3 أشهر من كأس العالم لكرة القدم في روسيا.