رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم (الأحد) المطالب بإجراء تحقيق في قتل الجيش 16 فلسطينياً خلال تظاهرة شابتها أعمال عنف يوم الجمعة عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائي، فيما عرقلت الولاياتالمتحدة أمس صدور بيان عن مجلس الأمن يدعو إلى ضبط النفس وإجراء تحقيق مستقل، بحسب ما أفاد ديبلوماسيون. وقالت «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) إن خمسة من القتلى من جناحها المسلح، الذي تصنفه إسرائيل والغرب جماعة إرهابية، والباقين من فصائل أخرى. وتقول إسرائيل إن ثمانية ينتمون إلى «حماس» فيما ينتمي اثنان إلى فصيلين آخرين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تحقيق مستقل في القتل. وكررت دعوته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، و«منظمة العفو الدولية» وزعيمة حزب «ميرتس» الإسرائيلي المعارض اليساري تامار زاندبرغ. وقال ليبرمان لراديو «الجيش الإسرائيلي»: «قام الجنود الإسرائيليون بما يلزم. أعتقد أن جميع الجنود يستحقون ميدالية... وبالنسبة إلى تشكيل لجنة للتحقيق.. لن تكون هناك لجنة». واحتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين يوم الجمعة بطول السياج الحدودي الممتد بطول 65 كيلومتراً حيث نُصبت خيام لاحتجاج يعتزم الفلسطينيون أن يستمر ستة أسابيع للمطالبة بحق عودة اللاجئين وأبنائهم وأحفادهم. وتجاهل مئات الشبان الفلسطينيين دعوات المنظمين والجيش الإسرائيلي للابتعاد من الحدود. وقال جيش الاحتلال إن «بعضاً ممن تعرضوا لإطلاق النار أطلقوا نيرانهم على جنود ودفعوا بإطارات محترقة نحوهم ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الحارقة». وقالت موغيريني في بيان أمس إن «استخدام الذخيرة الحية بالذات يجب أن يكون جزءاً من تحقيق مستقل وشفاف... وفيما تمتلك إسرائيل الحق في حماية حدودها يجب أن يكون استخدام القوة متناسباً في كل الأوقات». ومن المقرر أن تبلغ الاحتجاجات أوجها عندما يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة في 15 أيار (مايو) حين فر مئات الآلاف من ديارهم أو أجبروا على تركها في العام 1948 الذي شهد قيام دولة إسرائيل. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني أمس إن القوات الإسرائيلية أطلقت الذخيرة الحية والطلقات المطاطية على فلسطينيين يتظاهرون عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، فأصابت حوالى 70 فلسطينياً. وتقول إسرائيل إن «حماس تستغل الاحتجاجات للتنفيس عن الإحباط بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوناً نسمة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة». وانسحبت إسرائيل من غزة في العام 2005، لكنها لا تزال تفرض قيوداً على الحدود البرية والبحرية للقطاع. من جهة ثانية عرقلت الولاياتالمتحدة أمس صدور بيان عن مجلس الأمن يدعو إلى ضبط النفس وإجراء تحقيق مستقل في هذه المواجهات، بحسب ما أفاد ديبلوماسيون. وبصفتها ممثلة عن المجموعة العربية في مجلس الأمن تقدمت الكويت بمسودة بيان يدعو خصوصاً إلى «إجراء تحقيق مستقل وشفاف» في المواجهات التي اسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة 1400 آخرين بجروح اكثر من نصفهم بالرصاص الحي والباقي بالرصاص المطاطي والغازات المسيرة للدموع، بحسب وزارة الصحة في غزة. لكن مسودة البيان التي قدمتها الكويت الجمعة جوبهت السبت باعتراض من جانب الولاياتالمتحدة. وتصدر بيانات مجلس الأمن بالاجماع، لذا فإن الاعتراض الاميركي وأد المبادرة الكويتية في مهدها، بحسب ما افاد ديبلوماسيون. واضافة إلى مطالبتها باجراء تحقيق في مواجهات الجمعة فإن مسودة البيان تدعو إلى «احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين». كذلك فإن أعضاء مجلس الأمن يدعون في مسودة البيان «جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد»، ويشددون على ضرورة «تعزيز احتمالات عملية السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين استناداً إلى الحل القائم على دولتين والسلام العادل والدائم والشامل».