قال مصدر دبلوماسي إن وزراء الخارجية العرب سيناقشون اليوم السبت في اجتماع طاريء بالقاهرة مشروع قرار يدعو الأمين العام لجامعة الدول العربية لزيارة قطاع غزة ويدعم جهود مصر لعقد هدنة في القطاع الذي تهاجمه إسرائيل لمحاولة تدمير منصات تطلق منها صواريخ على أراضيها. وقال المصدر الدبلوماسي الذي طلب ألا ينشر اسمه إن من المتوقع أن تنص القرارات التي ستصدر عن الاجتماع على "الدعم العربي للجهود المصرية من أجل التوصل الى تحقيق هدنة طويلة المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بضمانات دولية تحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف أن القرار سيدين "عدوان" إسرائيل على غزة ويطالبها بوقف الغارات وسيدعو الي تشكيل وفد يضم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومن يشاء من وزراء الخارجية العرب لزيارة غزة فورا".
وتابع أن مهمة الوفد بحسب القرار المحتمل هي "التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف على حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية (في غزة)".
وأضاف المصدر أن من المتوقع أن يدعو القرار مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحماية الشعب الفلسطيني".
ومن المقرر أن يعقد الرئيس المصري محمد مرسي محادثات رباعية اليوم في القاهرة حول الوضع في غزة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشاد بجهود مصر في المساعدة على تهدئة الوضع في غزة خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد مرسي أمس الجمعة مؤكدا على أمله في استعادة الاستقرار. وأضاف البيت الأبيض أن أوباما ناقش خيارات من أجل "تخفيف حدة" الوضع في اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال بيان بشأن هذا الاتصال إن أوباما "أكد دعم الولاياتالمتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأبدى أسفه للخسائر في الأرواح بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وعقد مشعل محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين اليوم تناولت جهود عقد الهدنة الجديدة حسبما قال مسؤول مصري لرويترز. واضاف المسؤول قائلا "الجهود (الهادفة لعقد الهدنة) ستستمر مع جميع أطراف النزاع اليوم".
وقصفت طائرات إسرائيلية مباني تابعة لحكومة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة اليوم السبت ومن بينها مبنى يضم مكتب رئيس الوزراء بعد أن وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي في ساعة متأخرة الليلة الماضية على تعبئة ما يصل إلى 75 ألف جندي احتياط ممهدا الطريق أمام احتمال غزو غزة.
وقالت حماس التي تدير قطاع غزة إن صواريخ اسرائيلية دمرت المبنى الإداري لرئيس وزراء حكومة حماس إسماعيل هنية الذي التقى فيه أمس الجمعة مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وضربت مقرا الشرطة.
وقال مسؤولون في غزة إن 41 فلسطينيا نصفهم من المدنيين وبينهم ثمانية أطفال وامرأة حامل قتلوا في القطاع منذ أن بدأت إسرائيل غاراتها الجوية. وقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين بصاروخ يوم الخميس.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان للقناة الاولى بالتلفزيون الاسرائيلي "لم نضع لأنفسنا قيودا من حيث الوسائل أو الوقت." وأضاف "نأمل في ان تنتهي في أقرب وقت ممكن لكن هذا لن يحدث الا بعد تحقيق الاهداف".
وشهدت عدة مناطق مختلفة بالضفة الغربية اليوم السبت مواجهات محدودة بين شبان فلسطينيين والجنود الاسرائيليين احتجاجا على القصف الاسرائيلي لقطاع غزة.
وقالت مصادر طبية في المجمع الطبي الحكومي برام الله إن فتاة اصيبت في رأسها بعبوة غاز مسيل للدموع خلال المواجهات قرب رام الله ونقلت الى المستشفى ووصفت المصادر حالتها بانها مستقرة.
واوضحت مصادر في الاسعاف الفلسطيني انه قدم الاسعافات اللازمة للعشرات من حالات الاختناق جراء الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي بالقرب من مدينتي نابلس ورام الله.
وشهدت مدينة رام الله لليوم الثاني على التوالي مسيرات تضامنية مع قطاع غزة شارك فيها ممثلون عن القوى الوطنية والاسلامية.
وردد المشاركون في المسيرات التي جابت شوارع رام الله اليوم السبت بمشاركة المئات شعارات منها "وحدة وحدة وطنية كل القوى الثورية" و"الانتقام الانتقام". وقالت الشرطة الإسرائيلية إن نشطاء فلسطينيين أطلقوا صاروخا على تل ابيب اليوم السبت لكن بطارية اسرائيلية مضادة للصواريخ نشرت حديثا اعترضته في الجو ولم ينجم عنه إصابات أو أضرار.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس في غزة انه أطلق صاروخا طويل المدى من نوع فجر 5 على المدينة وهي المركزي التجاري لإسرائيل.
وهذا ثالث هجوم من نوعه على تل ابيب منذ شنت اسرائيل هجماتها الجوية على قطاع غزة يوم الأربعاء.
ونشر الجيش الاسرائيلي إحدى بطاريات "القبة الحديدية" للصواريخ الاعتراضية قبل ساعات فقط من الهجوم اليوم السبت. وجاء نشر هذا النظام قبل بضعة أشهر من الموعد المقرر.
ورأى شهود عيان عامودين من الدخان الأبيض ناجمين عن الصاروخين الاعتراضيين وهما يرتفعان الى السماء فوق الضواحي الجنوبية لتل ابيب وسمع دوي انفجار عندما اصيب الصاروخ.
وأكدت الشرطة عملية الاعتراض وقالت ان الصاروخ لم يسقط على الأرض. وقالت خدمة الاسعاف الاسرائيلية انه لم تحدث أي اصابات.