على رغم شهرته في الشرق والغرب، فإن الجدل لم ينته حول الكثير من الجوانب الغامضة في حياة الكاتب والمسرحي البريطاني ويليام شكسبير، ومن بينها شكله الحقيقي. فالبعض يشكك في التمثال الموجود خارج مقبرة شكسبير، ويعتبر أنه يشبه الجزّارين، أكثر منه مجسّداً للهيئة الحقيقية لأحد أعظم المؤلفين في العالم. أما الصورة المرسومة له على إحدى طبعات مسرحياته القديمة، فهي تعود، وفق المؤرخين، إلى رسام لم يقابله قط في حياته. وثمة صورة ثالثة له، مختلفة عن النماذج الأخرى، يعرضها متحف لندن، ويظهر فيها المؤلف الراحل بعينين داكنتين وشعر أسود، مع قرط في أذنه. وتقول عائلة كوب البريطانية، المعروفة بامتلاكها مجموعة قيّمة من اللوحات التاريخية، إن لديها لوحة شخصية منسوبة إلى شكسبير، ويبدو فيها المؤلف شخصاً مختلفاً، فهو في ريعان الشباب وتظهر عليه مظاهر الثراء بالنظر إلى نوعية الملابس التي يرتديها والموشّاة بالذهب. ويوضح إليك كوب، أحد أبناء العائلة المالكة للوحة: «أعتقد أن لدي اللوحة الأصلية التي نسخ البعض عنها لوحات أخرى، وقد اكتشفت واحدة منها في معرض للوحات شكسبير في لندن، واتضح أنها ملكية مكتبة شكسبير في واشنطن، لذلك قررنا عرض اللوحة الأصلية التي بحوزتنا على الصحافة في العام 2009». ويعرب ستانلي ويلز، المسؤول عن حفظ موقع ولادة شكسبير، عن ثقته بنسبة اللوحة إلى المؤلف الشهير قائلاً: «أنا متأكد من أنه شكله الأصلي، أظن ذلك بنسبة 90 في المئة». لكن المفارقة هي أن لوحة عائلة كوب، وفق ما يؤكد البعض، فيها شبه يتطابق ولوحة أخرى محفوظة في جامعة أوكسفورد، لكنها ليست لشكسبير، بل تعود إلى السير طوماس أوفربري، الشاعر والكاتب والسياسي المعروف الذي قتل لأسباب مرتبطة بالدسائس السياسية الداخلية قبل قرون. وبسبب التشابه الكبير بين اللوحتين، فإن البعض يعتقد بأن ما لدى عائلة كوب ليس إلا صورة ثانية لأوفربري، وفق ما نشر موقع «سي أن أن» الإلكتروني العربي. غير أن كوب يؤكد أن الصورة التي بحوزته هي صورة أصلية لشكسبير قائلاً: «لقد أحصينا أكثر من 20 نسخة عن لوحتنا الأصلية، وتعود إلى قرون مختلفة، وأظن أن مجرد نسخ اللوحة، مرات عديدة، وخلال عقود طويلة، فذلك يعني أن الناس كانوا مهتمين بالشخص الموجود في اللوحة، ولا بد بالتالي أن يكون شكسبير».