خرج نحو 150 أفغانيًا إلى شوارع العاصمة الأفغانية كابول أمس، وهم يرددون هتافات مناوئة لباكستان، احتجاجًا على أسابيع من القصف عبر الحدود لإقليمين شرقيين. ووتر القصف العلاقات بين البلدين المجاورين، وعرض، الجمعة، الجنرال أمين الله عمار خيل قائد شرطة الحدود الاستقالة؛ بسبب رد فعل الحكومة، قائلًا إنه لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي في الوقت الذي يقتل فيه مدنيون. وقال عمار خيل قبل أسبوعين: إن 12 مدنيًا قتلوا جراء القذائف، كما أصيب كثيرون. وذكرت وزارة الخارجية الأفغانية بنهاية يونيو أن أربعة أطفال قتلوا. ولم ترد تقديرات رسمية لاجمالي عدد القتلى، إلا أن الهجمات أثارت الغضب في البلاد المستاءة بالفعل مما تراه تدخلًا باكستانيًا في الشؤون الأفغانية منذ عقود من الزمان. وقال أحد المحتجين في كابول ويدعى محمد جان: «إذا لم تتوقف باكستان عن اطلاق الصواريخ على أفغانستان سنحمل السلاح، ونثأر لدماء شعبنا». وتابع «يجب أن تتوقف باكستان عن قتل مواطنينا الأبرياء». وذكر بيان صادر عن مكتب قائد شرطة كابول أن نحو 150 شخصًا شاركوا في المظاهرة في منطقة شاه ناو، وأنها دامت نحو ساعتين. وأدان الرئيس الأفغاني حامد كرازي في يونيو حزيران بشدة القصفن وقال: إن نحو 470 صاروخًا أطلقت على إقليمي كونار وننكرهار الشرقيين ولهما حدود طويلة يسهل اختراقها مع المناطق القبلية في باكستان. ورفضت باكستان الإثنين الماضي مزاعم أفغانية بقصف واسع النطاق عبر الحدود، قائلةً: إن «عددًا قليلًا من القذائف» قد يكون سقط عبر الحدود «بطريق الخطأ» أثناء ملاحقة متشددين هاجموا قوات الأمن الباكستانية. ويصعب التأكد بشكل مستقل مما يحدث على وجه التحديد في المنطقة الحدودية الجبلية النائية. إلى ذلك، قتل 11 شخصًا من أفراد عائلة أفغانية أمس إثر انفجار قنبلة يدوية الصنع بحافلتهم الصغيرة على طريق في جنوبأفغانستان، كما أفاد مسؤول محلي. وقال المسؤول في ولاية زابل محمد جان رسوليار: إن أحد عشر مدنيًا قتلوا في انفجار قنبلة يدوية الصنع بحافلتهم. واضاف هذا المسؤول «أنهم كانوا قادمين من باكستان متوجهين إلى ولاية غزني عبر منطقة زابل». وقضى خمسة رجال وأربع نساء وطفلان. وهم لاجئون أفغان عائدون من باكستان. ودائمًا ما تتسبب القنابل اليدوية الصنع الرخيصة الثمن، والتي يسهل اعدادها، بخسائر في صفوف المدنيين في أفغانستان. ويعتبر المدنيون أولى ضحايا الحرب في أفغانستان. وتشير الأممالمتحدة إلى مقتل 2777 شخصًا في العام 2010، وهي أكبر حصيلة في خلال عشر سنوات من الحرب. وأشارت الأممالمتحدة أيضا في يونيو إلى ارتفاع عدد الحوادث في البلاد في مارس بنسبة تزيد عن 50% قياسًا إلى الفترة نفسها من العام الماضي. وقد قتل أربعة أشخاص الجمعة في انفجار قنبلتين يدويتين في إقليم معروف بولاية قندهار معقل طالبان، حيث تكثف القوات الدولية جهودها.