اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن موسكو تواجه «موجة اشمئزاز عالمية»، بعدما كشفت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن الجاسوس المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته تعرّضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما. ورأى أن «الكرملين أساء تقدير قوة المشاعر الدولية»، مشيراً إلى أن «عمليات طرد (أكثر من 150 ديبلوماسياً روسياً في العالم) تمثل لحظة تبلور هذه المشاعر». وأضاف: «عندما تستنزف سنوات الغضب والاستفزاز الصبر الجماعي، وتوصله إلى نقطة عدم التحمّل، تصبح دول حول العالم، ومن ثلاث قارات، مستعدة لأن تقول: هذا يكفي». وتابع في كلمة أمام سفراء في لندن: «27 دولة طردت ديبلوماسيين روساً، للاشتباه في ضلوع موسكو بالحادث. إذا كانت (موسكو) تعتقد بأننا أصبحنا ضعفاء معنوياً، ومعتمدين على النفط والغاز بشدة، وأننا سنبقى نتجنّب الأخطار، ونخشى روسيا لدرجة أننا لا نتجرأ على الردّ، فهذا ردنا». وتأتي تصريحات جونسون بعد إعلان شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن سكريبال وابنته تعرّضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما، وأن تركيز الغاز كان أكثر قوة عند مدخله. وذكرت الشرطة أن حوالى 250 محققاً من مكافحة الإرهاب يتولون الملف، مستدركة أن التحقيق قد يستغرق أشهراً، مع وجود حوالى 500 شاهد عيان، وفحصها أكثر من 5 آلاف ساعة تسجيلات التقطتها كاميرات الأمن. كما ذكرت أن الضابط الذي أُصيب بتسمم حين هرع إلى موقع الحادث، غادر المستشفى بعد علاجه. وأعلن المستشفى الذي يُعالج فيه سكريبال وابنته يوليا، أن وضعها الصحي «يتحسن بسرعة وبات مستقراً ولم تعُد في حال حرجة»، مستدركاً أن وضع والدها لا يزال حرجاً، لكنه مستقر. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فكرّر أن طرد ديبلوماسيّي بلاده هو نتيجة «ضغوط هائلة» من واشنطن، فيما انتقدت الخارجية الروسية معالجة لندن الملف، بما «يوحي بتورط محتمل للاستخبارات البريطانية». وكانت لجنة إنفاذ قانون روسية تُجري تحقيقاً في شأن تسميم يوليا، ابنة سكريبال، أعلنت أنها طلبت من «الزملاء البريطانيين» تقديم مساعدة قانونية لموسكو، تتضمّن «تنفيذ خطوات إجرائية هدفها الوقوف على ملابسات الجريمة، وكذلك تقديم نسخ من وثائق التحقيق الجنائي». وطلبت موسكو من لندن إمدادها ب «نتائج فحص الموقع حيث عُثر على يوليا غائبة عن الوعي»، إضافة إلى «نتائج الفحوص الطبية التي أجريت لها». في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى روسيا، نهاية أيار (مايو) المقبل، لا تزال قائمة «حتى الآن». وأضاف: «يجب أن نجري حواراً صريحاً مع روسيا، لا لبس فيه. نطلب منها احترام القانون الدولي». إلى ذلك، انضمت جورجيا إلى الولاياتالمتحدة وكندا ودول أوروبية والحلف الأطلسي، وأعلنت أنها ستطرد ديبلوماسياً روسياً، ورأت في تسميم سكريبال «تحدياً خطراً يهدد الأمن العالمي». كما أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أن بلادها لن تسمح بدخول ديبلوماسيين روس طردتهم دول أخرى، إلى أراضيها. وبرّرت امتناع نيوزيلندا عن طرد أيّ روسي، بأن «لا جواسيس في السفارة الروسية» لدى بلادها.