اعتمدت الاستراتيجية الاميركية نمطاً براغماتياً في قراءة التهديد الارهابي، الذي تواجهه، ورأى الرئيس باراك أوباما أن الحرب ضد «القاعدة» وصلت «الى نقطة تحول» لهزيمة التنظيم. ومع الاشادة بجهود كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات في مكافحة شبكات تمويل للارهاب، حذرت من خطورة الوضع في اليمن. وافرزت ايران وسورية بين الدول الداعمة للارهاب، واعتبرت أن أي عملية «ارهابية» ل «حزب الله» أو «حماس» قد «تزيد الاخطار من امكانية النزاع الاقليمي». وجاء في التقرير الذي حمل عنوان «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب»، ليعكس النهج «البراغماتي وغير الايديولوجي» للتعامل مع هذه التهديدات مستعيضة عن عبارات «الحرب على الارهاب» بأخرى تركز على تصنيف التهديدات وتأكيد أهمية بناء الشراكات للتعامل معها وتفرق في أسس مواجهة التهديدات بالتأكيد على «هزيمة القاعدة» و «اضعاف حركة طالبان». وكتب أوباما في مقدمة تقرير الاستراتيجية أن تنظيم «القاعدة» ما زال يشكل «تهديداً محورياً للولايات المتحدة» قبل أن ينوه «بفرصة» يوفرها مقتل أسامة بن لادن والخسائر التي لحقت بالتنظيم «للاستفادة من النقطة التحولية وهزيمته». واعتبرت الاستراتيجية، الواقعة في 26 صفحة، أن مقتل بن لادن والتحولات التي يشهدها الشرق الأوسط وشمال افريقيا «غيرت من طبيعة التهديد الارهابي وحجمت بشكل أكبر تنظيم القاعدة وايديولوجيته» على رغم محاولة التنظيم التأقلم خصوصاً على الحدود الأفغانية - الباكستانية. وفي المنطقة العربية، تطرق النص الى تهديد «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية وحجم التمويل المادي «الذي يصل الى التنظيم من أفراد ومراكز احسان». وخص بالذكر التهديد في اليمن، حيث يبدي التنظيم «قدرة ونية على التخطيط لاعتداءات ضد الولاياتالمتحدة وشركائها». وأعربت واشنطن عن «قلق كبير في شأن الوضع في اليمن» معتبرة أن الحكومة هناك «تكافح لاحتواء تهديد التنظيم» وأن استقرار البلاد «له تأثيرات مباشرة على الولاياتالمتحدة وجهود مكافحة الارهاب هناك وهي جزء من جهد أوسع لاستقرار البلاد ومنع انهيار الدولة». وعن التمويل أشار التقرير الى أن السعودية والامارات العربية المتحدة أحرزتا تقدماً في «تفكيك شبكات تمويل مجموعات ارهابية... فيما بلدان أخرى لم تنجح بعد وما زالت توفر البيئة المناسبة لذلك». وفي شمال أفريقيا اعتبر أن «القاعدة» نقلت مركزها من الجزائر الى مالي حيث لديها ملاذ آمن في شمال البلاد. وتطرقت الاستراتيجية الى «ثلاث منظمات أخرى تهدد مصالح الولاياتالمتحدة الاستراتيجية هي «حزب الله» و «حماس» وقوات كولومبيا (فارك)». واعتبرت «انها تزعزع الاستقرار اقليمياً» وتشكل تهديداً لحلفاء الولاياتالمتحدة حتى لو أن جهودها الارهابية غير موجهة الى الولاياتالمتحدة وان اي عملية ارهابية منها تزيد في امكانات النزاع الاقليمي». وعلى صعيد الدول فيعتبر التقرير أن «ايران وسورية هما داعمتان للارهاب ...ولمجموعات تسعى وراء عمليات ارهابية لتحجيم الاستقرار الاقليمي». ويتطابق مع ذلك اعلان كبير مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان في معرض تقديمه للاستراتيجية ان واشنطن ستواصل استخدام «كل ادوات سياستنا الخارجية لمنع هذين النظامين والمنظمات الارهابية من تهديد امننا القومي».