ذكرت صحيفة «سبق» الإلكترونية خبراً عن قيام محامٍ وزوج خليجي بقضم أذن زوجته في المحكمة أثناء النظر في قضيتهما، وذكر الخبر عن حالة القضم بأنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها الزوج والمحامي العضاض فقبل سنوات عدة تعرضت الزوجة ل(العض والقضم نفسه، ولكن في منطقة أخرى من جسدها.. استغرابي لا يكمن في العض نفسه لأني أسمع كثيراً وأعرف أكثر رجالاً عضاضين ونساء عضاضات، ولكن لأن حادثة العض حدثت في محكمة وأمام القاضي ولا أدري بمَ انتهت القضية؛ هل بالحكم عليه أم بالحكم عليها؟ على رغم أن تعليقات الخبر أضحكتني جداً وأحزنتني في آن واحد، لأن الغالبية كما كنت أحكي لكم عنها، زوجها ما رح يعضها من دون داعٍ أكيد أنها قهرته في شيء وأكيد في الموضوع (إن وأخواتها)، وأخشى أن يوكل المحامي (محامياً يترافع عنه في القضية)، وأن يشرح أن سبب القضم هو تعايش الزوج مع القوارض، لذلك تأثر بها كثيراً وهو يطلب الصفح واعتبار ما حدث (مراهقة قوارض وعضة تفوت ولا حد يموت)، خصوصاً أن الأسواق العالمية تبيع آذاناً بلاستيكية في حال فقدت إحدى الزوجات قطعة من شحمة أذنها المصونة! قام زوج جزائري بإلقاء (لمبة كهربائية) على طفلته الرضيعة لأن صوت بكائها (عكّر مزاجه الموقر) وصدعته فلم يجد حلاً مناسباً سوى إسكاتها بحرقها باللمبة الكهربائية في ظل صراخ أم الرضيعة وهلعها من العنف غير المبرر بين رجل بالغ و(لا أدري إن كان راشداً أم لا)، وطفلة رضيعة لا يتعدى عمرها الثلاثين يوماً، ذكرتني هذه الحادثة بحوادث عنف أسري مشابهة وعن وفاة عديد من الرضع في أيام عمرهم الأولى نتيجة الهز أو الضرب أو الإسقاط العمد من فوق السرير أو الادعاء بضرب الطفل الأكبر للرضيع (بسبب الغيرة)، ودائماً ما أردد عندما تعرض أمامي الصور المرعبة: ابحثوا عن الأم والأب أولاً قبل التصديق واتهام الصغار، أرجوكم انتبهوا قبل التصديق بسقوط الطفل من فوق سريره، أرجوكم انتبهوا قبل أن تتعاطفوا مع الكبار وتتجاهلوا الطفل الرضيع الذي يتعرض للتنكيل، لأن صوته أزعج والده، أو لأن أمه تكره زوجها فتسقِط غضبها على رضيعها أو لأنها مصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو تنفيس عن عنف زوجي يمارس ضدها أو لخلل ما في تركيبتها النفسية. ما دمنا نتحدث عن العنف قام أحد العناصر في إحدى الدوريات بالاعتداء بالضرب على أحد العساكر الأقل رتبة منه في إحدى المدن السعودية وأمام الله وخلقه ولم يعرف حتى كتابة الخبر كما قرأته في الصحف المحلية، سبب الضرب الفجائي غير المرشد من أفراد مهمتهم حفظ الأمن وتشكيل القدوة لدى بقية أفراد الشعب. سؤال أردده دائماً وأسأله لنفسي؛ ما سبب تزايد العنف؟ لماذا أصبح الكثيرون يتخاطبون بالقضم والضرب والحرق والركل وغيره؟ ما أسباب العنف؟ هل سوء في التربية؟ هل ضعف في المهارات؟ هل غياب القدوة؟ هل يعود لأسباب اقتصادية واجتماعية خانقة؟ هل هو خلل في التركيبة الفنية أم كل ما سبق؟ من يتمكن من إجابتي؟ [email protected]