قُتل عشرات من الجنود اليمنيين ومسلحي تنظيم «القاعدة» أمس، في معركة ضارية انتهت بسيطرة المسلحين المتشددين على ملعب «الوحدة» الرياضي لكرة القدم في الضاحية الجنوبية لمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين (جنوب)، بعدما كان يخضع لسيطرة كتيبة من الجيش تابعة للواء 25 ميكانيكي المرابط في المدينة وحمايتها. وأكدت مصادر متطابقة في أبين ل «الحياة»، مصرع حوالى 30 جندياً وما يزيد عن 15 من المسلحين، في المواجهة التي استمرت ثماني ساعات، والتي بدأت بهجوم مباغت شنته «القاعدة» في ساعات الفجر الأولى على الملعب من جميع جهاته، وأوقعت أيضاً عشرات الجرحى من الطرفين. وأضافت المصادر ان المسلحين الذين يطلقون على انفسهم «أنصار الشريعة» استخدموا في هجومهم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. وأوضحت ان بين قتلى الجيش 3 ضباط أحدهم برتبة عقيد. وكان الملعب استضاف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعض مباريات كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 20) التي نظمت في عدن. وأشارت المصادر الى أن معارك الأمس هي الأعنف في القتال الدائر بين الجيش و «القاعدة» منذ منتصف الشهر الماضي. وذكرت ان ستة مدنيين قتلوا و 12 آخرين جرحوا في غارات شنها الطيران الحربي، وأصابت إحداها بالخطأ حافلة ركاب بالقرب من الملعب. وقال مصدر عسكري ل «الحياة»، إن هدف المسلحين من السيطرة على الملعب قطع طريق الإمدادات عن اللواء 25 ميكانيكي المنتشر وحده في محافظة أبين بعد الانسحاب المفاجئ لمختلف الأجهزة الأمنية والحاميات العسكرية من زنجبار قبل اكثر من 45 يوماً. وأشار المصدر الى أن أكثر من 75 عسكرياً قتلوا منذ بداية المواجهات، بالإضافة إلى إصابة نحو 270 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم عشرات في حال خطرة. وبالنسبة الى «القاعدة»، قال المصدر إن خسائرها تصل إلى نحو 100 مسلح ومئات الجرحى. وفي سياق متصل، اغتيل العقيد في الجيش اليمني خالد الحبيشي الذي يقود إحدى كتائب اللواء 31 المدرع، بعبوة ناسفة وضعت داخل سيارته ليل الثلثاء - الاربعاء من قبل مجهولين في مديرية المنصورة بمحافظة عدن. واتهمت وزارة الدفاع اليمنية «القاعدة» بالمسؤولية عن الحادث. وفي الرياض، قال مصدر يمني لوكالة «فرانس برس» امس، إن الحال الصحية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح لا تسمح له بالحديث او الظهور عبر وسائل الاعلام. وأضاف المصدر نقلاً عن مصادر طبية تشرف على الرئيس بشكل مباشر، أن «السلطات السعودية تمنع، بموجب تعليمات الأطباء، ايَّ تصوير او زيارة للرئيس صالح، نظراً لتعارض ذلك مع الأجواء الطبية المطلوب توافرها لمتابعة مراحل العلاج». وكان نائب وزير الإعلام اليمني عبدو الجندي، صرح الثلثاء ان الرئيس صالح سيخاطب اليمنيين «بعد يوم الخميس» في مقابلة سيجريها معه التلفزيون الرسمي اليمني في الرياض، حيث يخضع للعلاج منذ ثلاثة أسابيع.