عدن - أ ف ب - قتل 9 عسكريين واصيب 21 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة يرجّح أن انتحارياً نفذه اليوم الاحد، أمام معسكر قوات الدفاع الجوي في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، حسبما افادت مصادر طبية وعسكرية لوكالة "فرانس برس". واكد مصدر عسكري أن حصيلة الهجوم "وصلت الى تسعة قتلى و21 جريحاً"، مشيراً الى أن "بعض الاصابات خطير". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، انه "تم نقل اربعة جرحى الى صنعاء بواسطة المروحيات". وتوزعت الجثث وكذلك الجرحى بين مستشفيات البريمي والجمهورية وباصهيب في عدن. كما ذكر مصدر طبي أن بين القتلى ضابط برتبة مقدم. وقال جنود ل "فرانس برس" إن "الانفجار وقع عندما كانت ارتال عسكرية تتأهب للخروج من المعسكر باتجاه محافظة ابين المجاورة للمشاركة في العمليات ضد مسلحي تنظيم القاعدة". وقال احد الجنود الناجين: "كنا نهم بالخروج الى محافظة ابين عندما اتت سيارة الى امام بوابة المعسكر وحصل انفجار كبير". وذكر جندي ناج آخر أن "الهجوم انتحاري والسيارة التي انفجرت كانت من نوع بيك اب". واضاف ان الانفجار "كان له تاثير كبير على ناقلة جند كانت تخرج من بوابة المعسكر وكان التأثير اقل على ناقلة جند كانت خلفها مباشرة". وتخوض قوات الجيش اليمني مواجهات عنيفة في محافظة ابين مع مسلحي "القاعدة" الذين استولوا على عاصمة المدينة زنجبار في نهاية أيار (مايو) الماضي، فيما يشن الطيران اليمني غارات على معاقل التنظيم. وقتل عشرات العسكريين في هذه المواجهات وسط مخاوف من تمدد انتشار مسلحي "القاعدة" الى مدينة عدن المجاورة. وأعلنت السلطات قبل شهر أن القوات اليمنية احبطت هجمات كانت "القاعدة" تنوي تنفيذها في كبرى مدن الجنوب، كما القت القبض على ستة "من أخطر عناصر" التنظيم. واقرت صنعاء الخميس للمرة الاولى بمشاركة لوجستية اميركية في دعم القوات اليمنية التي تقاتل "القاعدة" في جنوب البلاد، فيما اكدت مصادر محلية ان سفناً وزوارق أجنبية قد تكون أميركية تنتشر قبالة سواحل مدينة زنجبار التي يسيطر عليها التنظيم. وقال نائب وزير الاعلام اليمني عبدو الجندي في مؤتمر صحافي في صنعاء رداً على سؤال حول الدور الاميركي في زنجبار، ان الاميركيين "ساعدوا قوات الجيش بادخال المؤن الغذائية اليهم عندما كانت عناصر القاعدة تحاصرهم" في المدينة. وأشار الى ان "القوات الاميركية تساعد اليمن ماديا في محاربة للقاعدة". وكان مقاتلو "القاعدة" يحاصرون اللواء 25 ميكانيكي في زنجبار منذ ان تمكنوا من السيطرة على المدينة في 29 ايار/مايو الماضي. الا ان اللواء تمكن من فك الحصار عن نفسه. كما انضمت قبائل لمناصرة الجيش في حربه على تنظيم "القاعدة"، وذلك في ظل ظروف سياسية متوترة تعيشها البلاد عموما مع استمرار غياب رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي تطالب حركة احتجاجية واسعة بسقوط نظامه. وتمكن مسلحون من القبائل من طرد عناصر من التنظيم من بلدات كانوا يسيطرون عليها في جوار زنجبار. ويشن التنظيم هجمات على قوات الامن اليمنية في جنوب البلاد وشرقها، وهو يتخذ في هذه الاجزاء من اليمن معاقل له مستفيداً من ضعف سيطرة الدولة. وادت سيطرة المسلحين بالمئات على زنجبار الى نزوح كبيرة لسكان المنطقة، وقد انتقل قسم كبير من النازحين الى مدينة عدن بالذات. وينشط مسلحو القاعدة في زنجبار تحت اسم "انصار الشريعة"، الا ان مصادر قبلية ومحلية تؤكد انهم بالفعل ينتمون الى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي معقله اليمن.