أكد الخبير العسكري اللواء مستور الأحمري ل«الحياة» أن منظومة صواريخ «باتريوت» تشكل جداراً صلباً في مواجهة أي صواريخ تطلق على الأراضي السعودية، وتحمي حدود المملكة في جميع الاتجاهات، وهذه المنظومة الرائعة والدقيقة تدمر الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها. وأوضح أن قوات الدفاع الجوي السعودي أثبتت تفوقها وقدرتها على تدمير جميع الصواريخ التي ألقيت على المملكة، ولم تصل إلى الأهداف التي خطط لاستهدافها، مؤكداً أن القدرات السعودية العسكرية أكبر مما يتوقع الاعداء، وقادرة على حماية مكتسبات الوطن وقدراته ومواطنيه والمقيمين على ارضه الطيبة. وقال الأحمري مع انطلاق عاصفة الحزم في آذار (مارس) 2015 لاعادة الشرعية في اليمن، وقطع اليد الإيرانية التي امتدت إلى شمال اليمن، لتكون حاضرة جنوب المملكة، تحقيقاً لطموحها العدواني ضد أمن السعودية الوطني والاقليمي، استخدمت الميليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية ضد أهداف مدنية داخل أراضي المملكة، وبلغ عددها 95 صاروخاً»، مضيفاً أن هذا انتهاك واضح للقوانيين الدولية بعدم استهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان. وأضاف: «أثبتت الصواريخ الإيرانية الصنع والمعتمدة على إنتاج بعض الدول من هذه الصواريخ فشلها، سواء في المسافة أم الإصابة، وتتلاشى قدرتها أمام المنظومة الصاروخية السعودية عالية الأداء ودقيقة الاستهداف، ما وفر حماية آمنة لمدننا ومنشآتنا المدنية». وشدد على أن السعودية تملك أنظمة صاروخية دفاعية قوية، ونتج من ذلك نجاحات في التصدي للصواريخ المرسلة من ميليشيا الحوثي، إذ أسهمت الولاياتالمتحدة في بناء الترسانة الصاروخية الدفاعية لدول الخليج، من بينها صفقة للسعودية لتطوير صواريخ «باتريوت» بقيمة 1.7 بليون دولار، وأعلنت شركة أميركية اتفاقاً بين الرياض وواشنطن وافقت عليه الإدارة الأميركية لشراء السعودية أكثر من 600 صاروخ «باتريوت 3»، وهي نسخة مطورة من صواريخ «باتريوت» الدفاعية المتقدمة، عبر اتفاق في إطار التنفيذ قريباً، بمبلغ يصل إلى 5 بلايين دولار، وصواريخ «باتريوت 3» هي جزء من منظومة أكثر تقدماً للدفاع الجوي ضد هجمات صاروخية أو هجمات طائرات معادية، وتملكه دول بارزة، مثل أميركا واليابان وهولندا. وهي المرة الأولى منذ 30 عاماً تقريباً التي تعقد فيها السعودية صفقة تسلح ضخمة مع دولة شرقية هي روسيا، فمنذ أن كشفت الصحافة الأميركية في آذار (مارس) 1988 عن حيازة المملكة صواريخ استراتيجية صينية (أرض- أرض) المعروفة ب«رياح الشرق»، لم يُعلن عقد المملكة أية صفقات كبرى مع أية دولة شرقية على غرار تلك الصفقة، لتفاجئ السعودية الأوساط السياسية والعسكرية العالمية، بأمر لعله الأبرز، بالصفقة الروسية المتمثلة بنظام الدفاع الجوي (S-400) كونه سلاحاً دفاعياً بحتاً. وتسعى السعودية إلى تعزيز القدرات الدفاعية لقواتها المسلحة وقدرتها على الردع، وتنسجم بنود الصفقة مع التوجه السعودي المعلن ل«نقل تقنيات نوعية إلى المملكة تدعم توطين 50 في المئة من الإنفاق العسكري للمملكة، بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وأسند مهمة تنفيذها إلى الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وهي شركة حديثة التأسيس تتبع لصندوق الاستثمارات العامة، إذ أعلن تأسيسها في تموز (يوليو) 2017. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2017، أن وزارة الخارجية الاميركية وافقت على صفقة لبيع نظام «ثاد» الدفاعي المضاد للصواريخ على السعودية بقيمه تقدر ب15 بليون دولار، ويستطيع «ثاد» اعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على مسافة 200 كيلومتر، ما يخفف من آثار أسلحة الدمار الشامل قبل وصولها إلى الأرض.