أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، أن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على تزويد المملكة بمنظومة الصواريخ الدفاعية "ثاد" ضمن صفقة قيمتها 15 مليار دولار. وتمتلك هذه المنظمة الصاروخية الدفاعية قدرات فريدة ومميزة، حيث يمكنها اعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي بسرعة هائلة، كما يتوافق نظام ثاد عملياً مع العديد من مكونات أنظمة BMDS ويمكنه أن يتقبل البيانات التوجيهية من الأقمار الاصطناعية الخاصة بنظام Aegis للدفاع الصاروخي من البحر، والعديد من المستشعرات الخارجية الأخرى، كما يستطيع أن يعمل بالتوافق مع نظامي باتريوت وباك-3. ولا يحمل صاروخ "ثاد" أي رأس حربية، ويعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة. وعلى ضوء ذلك قال اللواء الدكتور علي الرويلي المختص في العلوم الإستراتيجية في تصريح خاص ل "الرياض" أن صواريخ "ثاد" هي منظومة دفاعيه إستراتيجية ضد الصواريخ البالستية وتستطيع اعتراض الطائرات على مسافات بعيدة جداً لما تمتلكه من نظام إلكتروني وراداري، ونظام اتصالات مرتبطة بأقمار صناعية متطورة جداً، وأن موافقة أميركا على بيع هذه الصواريخ إلى المملكة يأتي في إطار دعم المملكة لمواجهة ما قد تتعرض له من اعتداء من قبل إيران خصوصاً وأن الأخيرة طورت صواريخ بالستية بمسافات طويلة، ولذلك فإن اقتناء قوات الدفاع الجوي لهذه المنظومة يأتي ضمن المظلة الدفاعية عن سماء وأراضي المملكة من أي اعتداء خارجي. واعتبر اللواء علي أن هذه الصفقة بمثابة نقلة نوعية في قدرة المملكة لحماية أجوائها وكذلك أجواء دول مجلس التعاون خاصةً وأن المملكة حصلت على صواريخ s400 الروسية وهي منظومة دفاع جوي متقدمة جداً. وأكد أن كل ما تقوم به المملكة الآن في سبيل اقتناء مثل هذه الأسلحة يدعم الاعتماد الذاتي في مواجهة الإرهاب أياً كان نوعه، سواء كان إرهاباً من دولة أو إرهاب أفراد. من جانبه قال أستاذ العلوم الإستراتيجية الدكتور يحيى الزهراني ل"الرياض": إن العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدة بعيدة المدى وتمتد تاريخياً بين الدولتين، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التي تزود فيها الولاياتالمتحدة المملكة بأنظمة إستراتيجية ومهمة. وأشار إلى أن موافقة أميركا على بيع نظام "ثاد" أمر إيجابي جداً من حيث تعزيز العلاقات الثنائية وبنفس الوقت يؤكد الإدراك الأميركي للأخطار التي تحيط بالمملكة وعلى رأسها، الحوثيون المدعومون من إيران وغيرها من التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش، كما أن للمملكة منظومات إستراتيجية متميزة من قبل، وتأتي منظومة "ثاد" لتكمل التنوع والتميز والتفوق السعودي في مجال الدفاع. وأكد الدكتور الزهراني أن المملكة تقود العديد من التحالفات وعلى رأس هرمها التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، وأيضاً التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن، وتمتلك إلى جانب أذرعها الدبلوماسية وقوتها الناعمة قوى صلبة لمواجهة من يحاولون زعزعة أمنها. اللواء علي الرويلي د. يحيى الزهراني