يترقب جيش الاحتلال الإسرائيلي باهتمام كبير التحركات في الساحة الفلسطينية ويأخذ في حساباته احتمال اندلاع انتفاضة شعبية تجتاح الأراضي الفلسطينية المحتلة، استلهاماً مما يحصل في دول عربية. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أوساط في قيادة "المنطقة الوسطى" في الجيش المخولة المسؤولية عن الضفة الغربيةالمحتلة قولها إن الجيش يستعد لمواجهة أي طارئ من دون استثناء أي من السيناريوهات، "باعتبار أن لما يحصل في العالم العربي مفعول الدومينو". ووفقاً لقيادي عسكري بارز فإن الجيش استعد منذ عام لاحتمال مواجهة انتفاضة شعبية مدنية واسعة في الضفة الغربية "لكن التطورات في مصر وتونس تستوجب إحداث تغييرات في خطة الجيش لمواجهة مثل هذه الاحتجاجات". وأضاف أن التغييرات تستوجب إجراء تقويمات ليست استخباراتية حول نيات ومخططات التنظيمات الفلسطينية المختلفة فحسب إنما أيضاً متابعة ما يحصل في شرائح اجتماعية مختلفة اعتماداً على الرسائل المتبادلة بينها عبر المواقع الاجتماعية على الانترنت مثل الفيسبوك. وبحسب الضابط الكبير فإن الجيش لا يعتزم التدخل في تظاهرات كبيرة تعم الضفة الغربية طالما لا يقترب المتظاهرون من المستوطنات اليهودية القابعة في أنحاء الضفة الغربية، "لكن في حال حولوا الاقتراب سنضطر إلى التدخل ونتصرف كجيش مع التحلي بضبط النفس حتى إن تطلب الأمر المجازفة". وذكرت صحيفة "هآرتس" أن ضباطاً كباراً ممن خدموا في الضفة الغربية يسودهم شعور بأنه لن يكون لدى الجيش رد فعلي ناجع في حال اندلعت انتفاضة شعبية في الضفة الغربية. ونقلت عن أحدهم قوله في اجتماع مغلق: "في حال اندلعت انتفاضة شعبية كما حصل في تونس، لن يكون في وسعنا فعل شيء". مع ذلك، تقول التقديرات إن الانتفاضة المحتملة لن تكون عنيفة "مع أنه قد تستغل منظمات هذه الانتفاضة للمساس بالجيش، ليس كما حصل في مصر..إلى الآن نحن لا نشخّص مستوى احتكاك كهذا، لكن الفلسطينيين ما زالوا تعبين من الانتفاضة". وتابعت الصحيفة أنه في حال اندلاع احتجاجات واسعة لن يعتمد الجيش الإسرائيلي على الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالرغم من التنسيق الأمني الجيد بينها وبين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.