دعا عضو الكونغرس الأميركي دينس كوسينيتش المجتمع الدولي الى «دعم الخطوات الإيجابية التي تحصل في سورية» ذلك بعد تأكيده وجود «إرادة قوية» لدى القيادة السورية للحوار الوطني والانتقال الى «دولة ديموقراطية مدنية»، فيما أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان استعداد الحكومة السورية للمضي قدماً في مسيرة الإصلاح. وتسلم الرئيس بشار الأسد أمس رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «تؤكد وقوف بلاده إلى جانب سورية لتجاوز الظروف التي تمر بها» نقلها الوزير الأول مولاي ولد محمد لقظف. وأفاد بيان رئاسي أن اللقاء «تناول التطورات في المنطقة وبخاصة الأحداث في سورية وخطوات الإصلاح التي تقوم بها الدولة، حيث أعرب الوزير لقظف عن ثقته بقدرة سورية على الخروج أقوى بعد تخطي هذه المرحلة». في غضون ذلك، قالت الدكتورة شعبان في تصريحات صحافية الى شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس إن «التغيير أمر جيد لأن البلد سيكون خلاف ذلك في خطر. والجميع الآن في المعارضة أو الحكومة، يدرك ذلك وحقيقة أنه ليست هناك من طريق أخرى سوى المضي قدماً الى الأمام». وزادت: «ستكون المسيرة نحو الديموقراطية أمراً جيداً بالنسبة لبلدنا وشعبنا، حيث ستتنافس الأحزاب السياسية والرجال والشباب والنساء على المشاركة في الحياة السياسية. ونحن نتطلع إلى مرحلة مزدهرة للمستقبل السوري». وأنهى كوسينيتش أمس زيارة الى دمشق بهدف التعرف الى حقائق الوضع في سورية، حيث التقى مسؤولين رسميين وشخصيات معارضة. وقال: «لاحظت مناقشات حرة وإرادة جدية لإجراء حوار وطني، وهذا أمر إيجابي». وزاد: «كل شخص تكلمت معه تحدث عن أهمية وقف العنف وأهمية الانتقال... ومن المهم أن يعبر الناس عن مطالبهم وآرائهم بطرق سلمية وبعيداً من العنف». وقال في لقاء مع عدد من الصحافيين على «المجتمع الدولي أن يدعم سورية والخطوات الإيجابية الحاصلة في سورية والانتقال الى دولة ديموقراطية وحرة. يمكن ذلك عبر إلغاء العقوبات على سورية والحوار معها ودعم الاقتصاد السوري». ونوه بحصول لقاء شخصيات معارضة ومستقلة أول من أمس في أحد فنادق دمشق، حيث «تحدث الناس بحرية عما يريدون وكيفية الانتقال الى دولة ديموقراطية ومدنية». وأشار عضو الكونغرس الأميركي الى أنه سينقل نتائج زيارته الى زملائه في الكونغرس ومسؤولين في الإدارة، قائلاً:»رسالتي، هي أن ما يحصل في سورية يؤثر في المنطقة والعالم، وهناك انعكاسات كبيرة لما يحصل في هذه البلد». وفي موازاة ذلك، أكدت نائب الرئيس الدكتورة نجاح العطار خلال لقائها وفد جمعية الصداقة الروسية- السورية برئاسة ألكسندر دزاسوخوف «عمق العلاقات بين البلدين، التي تجذّرت على مدى عقود وأثبتت اليوم كما في الماضي أنها ستبقى عصية على الاختراق وتستمر في دعم قضايا الحق والعدالة ومواجهة قوى الطغيان». وقالت: «زيارة الوفد الروسي تأتي في ظروف معقدة وصعبة تعيشها سورية وفي وقت يتأكد يوماً بعد يوم أهمية موقف الأصدقاء الروس القوي على المستويين الشعبي والحكومي في الدفاع عن سورية باعتباره دفاعاً عن الحقيقة الإنسانية بعيداً عن حملات التضليل والتشويه التي تتعرض لها بلادنا»، منوهة ب «موقف روسيا والصين في إعادة التوازن إلى السياسة الدولية التي تستند إلى منطلقات استعمارية ولو تلونت بأشكال جديدة وتخفت تحت ستار جديد». وأكد دزاسوخوف وقوف روسيا «حكومة وشعباً إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط وفي دعم الخطوات الإصلاحية التي طرحتها القيادة بما يضمن الأمن والاستقرار فيها وكي تتمكن سورية من التغلب على الصعوبات والخروج من هذه الأزمة أكثر قوة. وأن روسيا ستواصل العمل على المستوى الشعبي والرسمي لمنع استصدار أي قرارات دولية ضد سورية مؤكداً أن الإصلاحات لا يمكن أن تتم عبر الضغوط أو التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول بل تعرقلها».