بصوتها العذب، استحضرت المطربة السويدية ريبيكا كاريغورد، الحاصلة على جائزة «غرامي»، أغاني التراث الإسكندينافي القديم، في إطار «البوب» العصري، في المعهد السويدي في الإسكندرية، وسط جمهور شبابي استمتع بالصدق المتدفق من كلمات الفنانة الشابة وألحانها. قدمت ريبيكا أنجح أغاني ألبومها الأخير «الفن النبيل للتخلّي» والتي تفاعل معها الشباب غناء وتصفيقاً. تقول ريبيكا ل «الحياة»: «أعشق التراث الإسكندينافي، فاجدادي اسسوا مدرسة فنية شديدة التميز أثرت الموسيقى الغربية، وتأثّري بالموسيقى الإسنكندينافية يعود إلى والدتي إذ نشأت في منزل له ذائقة موسيقية مميزة وواضحة... والدي كان من عشاق الروك آند رول، بينما والدتي تعشق الموسيقى الإسكندينافية بزخارفها الموسيقية وبكامل تفاصيلها». قدمت ريبيكا ألحاناً عميقة وحاور أداءها الصوتي البيانو، إذ جمع بين العذوبة والقوة، واستطاعت بكلمات أغنياتها أن توصل رسائل إنسانية راقية تدعو الشباب إلى الانخراط في اكتشاف المكونات الحضارية لثقافته والثورة من أجل هويته، في إطار من المشاعر والرومانسية والثراء والغزارة الموسيقية. تقول ريبيكا: «رسالتي الشخصية أن يعي الفرد هويته، فلكل منا ثقافة غنية يجب أن يهتم بها ويظهرها، وأسعى من خلال أغنياتي إلى الحض على اتباع القلب والمشاعر، وأن يكون المرء نفسه وليس أي شخص آخر حتى يستطيع امتلاك قلوب الآخرين». لكن هل تجد هذه الرومانسية صداها في ظل العنف والصراعات؟ كيف تأمل ريبيكا أن توصل صوتها في خضم كل هذا الضجيج؟ «الموسيقى تملك قوة جبارة»، تجيب ريبيكا، «يمكنها أن تغير البشر إلى الأفضل، تتخطى الحروب والصراعات والأزمات، تبتكر عالماً أفضل نعيش فيه جميعاً في سلام وحب ويقين، وكل فنان له طريقته الخاصة في لمس قلب جمهوره، وأنا سافرت مسافة طويلة من الغرب إلى الشرق لكي أمتع الآخرين، وأعتقد أنني على استعداد لأسافر أبعد من ذلك لكي أسعد جمهوراً أكبر». وعن سبب انتشار ألبومها الأخير في العالم العربي، تؤكد ريبيكا أن الموسيقى لغة عالمية يمكن لأي كان تذوقها واستيعابها والتفاعل معها. وتضيف: «الفن خير سفير لتصحيح ما ينشر من مبالغات تسيء للعالم العربي». ومن المطربين العرب تهتم ريبيكا بالفنانة الفلسطينية ريم البنا، كما أنها استمعت أخيراً إلى أم كلثوم وتصفها ب «المرأة الساحرة، فصوتها شديد الخصوصية والتميز...انه عبقري». وتتوجه ريبيكا إلى الشباب العربي، مناشدة إياه الخروج إلى العالم بقلب مفتوح والتواصل مع الناس، فذلك مفتاح كل نجاح وسعادة. تؤلف ريبيكا كاريغورد أيضاً موسيقى سينمائية ومسرحية، واجتازت شهرتها حدود موطنها السويد لتنتشر في أوروبا، خصوصاً بعدما حصدت عشرات الجوائز في مهرجانات دولية آخرها جائزة الموسيقى الفرنسية وجائزة «غرامي» الدولية. وأخيراً تصدر ألبومها قوائم الألبومات العالمية «توب فايف»، كما لاقى رواجاً في العالم العربي، وتصدر قوائم «توب تن». وهي تعمل حالياً على مشروع فني جديد بعنوان «العصابة الصغيرة» مع جاكوب سنافلي وإيريك نيلسون وكارل فون آرفن، والمشروع يتمحور حول موسيقى إلكترونية صاخبة يصاحبها الشعر.