استضافت دار الاوبرا في الإسكندرية (مسرح سيد درويش) حفلاً كبيراً أحيته المغنية السويدية الحائزة جائزة «غرامي» 2010 ريغمور غو ستافسون مع رباعي فيينا الوتري، حيث قدموا عدداً من أغانيهم المشتركة التي حازت إعجاب الجمهور الذي تفاعل مع الأداء التقني العالي للفريق والصوت الساحر المتعدد الطبقات ذي النبرات القوية لستافسون. وهي المرة الأولى التي تحيي فيها ستافسون حفلة في الشرق الأوسط، فمزجت موسيقى الجاز ذات الاصول الافريقية مع الرباعي الوتري الكلاسيكي في شكل غير تقليدي، لتقدم أغاني ألبومها الصادر حديثاً والذي يحمل اسم «أناديك» Calling you الذي احتفى به النقد العالمي باعتباره من أفضل ألبومات موسيقى الجاز عام 2010، لتميزه بالتنوع الموسيقي. ونجحت ستافسون في الاستحواذ على اهتمام الجمهور المصري الذي اكتظت به مقاعد دار الأوبرا، مستمتعاً بأدائها القوي طوال ساعتين. ويتكون «رباعي فيينا الوتري» من بيرني ماللينغر (كمان) وجون ديكابور (فيولا) وسينثيا ليو (فيولا) وآسيغا فالسيك (تشيللو). ويقدم الرباعي الوتري مفهوماً جديداً للرباعي الوتري الكلاسيكي عبر دمج موسيقاه مع موسيقى الجاز العالمية. وأشار ماللينغر، عضو الفريق، إلى أن الحفلة هي الثانية للفريق في مصر بعد حفلة قدموها على سفح الهرم عام 2008 وحظيت باهتمام بالغ في إطار مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز. يقول بيرني: «تكون الفريق منذ العام 2007، إذ جمعنا معاً عشق الموسيقى. والموسيقى الكلاسيكية ليست مضجرة كما يتراءى للبعض بل هي جميلة، ففيها الإيقاع والنغم العذب والفرح والمأساة والحب والكراهية والخشوع والعاطفة. والعازف الماهر من يستطيع إدخال مشاعره الخاصة أثناء العزف، إذ عليه أن يتكلم ويبكي ويغني ليجسّد ما كتبه المؤلف... وهذا ما نفعله معاً. وضغط أصابعنا على أوتار الآلة يبعث الحياة والنبض في الموسيقى من دون مبالغة أو انفعال زائد. ونحن الرباعي نتحاور معاً في أحاديث لا تنتهي طوال الفترة التي نعزف فيها». وعن مشاركتهم مع ريغمور، أكد بيرني أنها المرة الأولى التي يظهر فيها الفريق مع ستافسون، لافتاً إلى انها فنانة موهوبة و «متنوعة الحالات»، «فهي تارة عاشقة فتلهمنا عن الحب والرومانسية وتارة أخرى نمرة متوحشة تدافع عن حبها وكينونتها. وفي كل أغنية تجد مزيجاً من الإبداع اللامحدود». وأعربت ستافسون عن سعادتها بلقاء الشباب العربي، معبّرة عن سعادتها من تفاعل الحضور المصري مع النمط الأوروبي الموسيقي، وهذا ما لم تتوقعه. وعن نوعية الموسيقى التي تقدمها ستافسون أوضحت أنها تقدم Dinning Jazz وPop، وهما أكثر ما يعبّر عن ذائقتها الموسيقية. كما أنها قد تجمع بين أكثر من قالب موسيقي، فمعظم أعمالها تجنح نحو التركيب والتماهي معتمدة على خصائص اللحن والتوزيع. وحصدت ستافسون جائزة «غرامي» للعام الحالي بسبب تنوع أدائها الموسيقي المميز وتفرد اختياراتها الفنية. وتمنح جوائز «غرامي» العالمية في مجال الموسيقى والغناء حيث تقدمها سنوياً الأكاديمية الوطنية للتسجيلات الفنية والعلوم في الولاياتالمتحدة الأميركية للإنجازات البارزة في مجال صناعة الموسيقى، وتعد إحدى الجوائز الموسيقية السنوية الأربع الكبرى في الولاياتالمتحدة الأميركية، والجائزة هي تمثال صغير للغرامافون مغطى بالذهب. أقيمت الحفلة في إطار النشاط الفني والثقافي لسفارة النمسا والمركز الثقافي النمسوي في مصر، بالتعاون مع «دار الأوبرا» المصرية ومكتبة الإسكندرية.