نجا مدير الأمن في الإسكندرية اللواء مصطفى النمر من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة «نوعية» فُجرِت عن بعد، استهدفت موكبه أمس في وسط الإسكندرية، وقتلت شرطيَيْن وجرحت عدداً من طاقم حراسته. وأتى التفجير قبل يومين من بدء الاقتراع في انتخابات الرئاسة داخل مصر بعد غد، والذي يستمر في كل المحافظات ثلاثة أيام. وتزامن مع انتشار الجيش في كل المناطق لحماية مراكز الاقتراع. ولم يتبنَ أي فصيل المسؤولية عن التفجير، لكن المؤشرات ذهبت إلى ترجيح تورط الخلايا المرتبطة بجماعة «الإخوان» المُصنفة إرهابية، كون حركة «حسم» شكلت خلايا عنقودية في مدن في شمال مصر، خصوصاً في دمياطوالإسكندرية، فضلاً عن أن الحركة امتلكت أخيراً تقنيات تصنيع عبوات كبيرة وتفجيرها عن بُعد. وساد اعتقاد بأن هدف الهجوم هو إثناء المواطنين عن المشاركة في الاقتراع الرئاسي. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن العبوة كانت موضوعة أسفل إحدى السيارات على جانب الطريق في شارع المعسكر الروماني في منطقة سيدي جابر، وانفجرت أثناء مرور موكب مدير أمن الإسكندرية. وأوضح البيان أن شرطياً قُتل وجُرح 4 آخرون، توفي أحدهم في وقت لاحق. وبدا أن العبوة كبيرة الحجم، إذ سببت تهشّم زجاج البنايات المجاورة، وأخرى على مسافة بعيدة نسبياً، كما حطمت سيارات في محيط الانفجار. وأفيد بأن سائق سيارة طاقم حراسة مدير الأمن قُتل فوراً، وجرِح فريق الحراسة، واثنان من المارة. وتفقد مدير أمن الإسكندرية موقع التفجير الذي ظهر أنه رُتب له بعناية، إذ استهدف الموكب في شارع ليس متسعاً لضمان إصابته، لكن سيارة مدير الأمن كانت مرت قبل تفجير العبوة بلحظات، فتضررت سيارة الحرس. وانتقل فريق من المحققين لمعاينة موقع التفجير وسؤال الشهود والجرحى. وربط مجلس الوزراء بين التفجير وموعد الاقتراع في انتخابات الرئاسة. وقال رئيس الوزراء شريف إسماعيل، في بيان، إن «المساعي اليائسة من جانب قوى الإرهاب والدول الداعمة له، للتأثير في الأجواء الإيجابية التي تشهدها البلاد، لن تزيد الدولة المصرية سوى إصرار على استكمال مسارها السياسي وبرنامجها الاقتصادي، ولن تثني عزيمة المصريين عن استكمال بناء العملية الديموقراطية وجهود التنمية». كما دان الأزهر ودار الإفتاء وقوى سياسية وشعبية التفجير. وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعرب فيها عن إدانة الكويت التفجير الإرهابي في الإسكندرية. كما دانت وزارة الخارجية الإماراتية هذا الهجوم.