«وهم.. كل المواعيد وهم» ترنيمة تبدو أكثر مناسبة لحال جماهير نادي التعاون وإدارته خلال مرحلة انتظارهم تسلم منشأة النادي الجديدة، فالمقر الذي كان من المفترض أن تتسلمه إدارة النادي قبل شهر من الآن لا يحمل موقعه أية دلالة على قرب الانتهاء منه. أعمال التشييد التي انطلقت قبل أربعة أعوام لم تكن كفيلة بانتهاء هذا المشروع المتعثر، بخاصة في ظل سيرها ببطء ملحوظ، إذ لم يرَ ملعب المقر الجديد النور حتى الآن، وما تزال أعمال البناء في مراحلها الأولى. الفشل في تسليم المنشأة الجديدة للتعاون لا يعني أن الجماهير لن تتعرف على ناديها في هيئة تليق بخامس الدوري في الموسم الماضي فحسب، بل يعني أن اللاعبين الأجانب والمحليين سيواصلون في الموسم الحالي تدريباتهم في المقر القديم للنادي، والذي تبرع به عدد من أهالي المنطقة للتعاون، ليتحول إلى ملعب وملاحق بسيطة البناء تغطيها أسقف مستعارة تستخدم غرف ملابس للاعبين، ومبنى قديم يضم مكاتب الإدارة. مخاوف البقاء في المقر القديم خلال الموسم المقبل باتت واقعاً، إذ أجبرت إدارة نادي التعاون على إعادة ترتيب أوراقها، فأوكلت مهمة زراعة وصيانة ملاعب المقر القديم إلى شركة متخصصة في زراعة العشب الطبيعي وصيانته في فترة التوقف الحالية، بعد أن تسببت أرضية ملعب النادي الخاص بالفريق الأول في ابتعاد أكثر من لاعب فترة طويلة، يأتي في مقدمهم لاعبا الوسط فهد حمد وعبده حكمي، إضافة إلى لاعبي الفئات السنية من الأولمبي والشباب والناشئين. الجهازان الفني والطبي في الفريق كانا أوصيا إدارة النادي بالعمل على تحسين أرضية ملاعب النادي تفادياً للإصابات التي تكالبت على اللاعبين في نهاية الموسم الماضي، وأسهمت في تراجع نتائج التعاون في الجولات الأخيرة، كما أوصى الجهاز الطبي بتوسعة صالة العلاج الطبيعي والغرفة الطبية، إضافة إلى إجراء بعض التحسينات على مقر الأجهزة الفنية والإدارية. من جانبه، أكد مسؤول في مكتب رعاية الشباب في القصيم (رفض ذكر اسمه)، أن أعمال تشييد منشأة التعاون تسير ببطء شديد، وتتوقف تارة قبل أن تعود، مؤكداً أن مهندس المشروع أوضح لهم غير مرة أن هذا التأخير يعود إلى تأخر الدفعات المالية المتفق عليها في العقد، وأنهم عاجزون عن إتمام العمل من دون توفير السيولة المادية القادرة على إحياء المشروع. إلى ذلك، وصف إداري الفريق الأول عبدالله الأبوعلي منشأة التعاون ب«حلم ظل يراود التعاونيين على مدى العقود الثلاثة الماضية، لكن أعمال البناء ما زالت في بدايتها، على رغم انتهاء الوقت المحدد لتسليم المنشأة»، وزاد: «عانينا طوال المواسم الماضية بسبب تواضع الإمكانات كون مقر النادي الحالي تم بناؤه بجهود ذاتية، ويفتقد لعدد من المرافق المهمة جداً، كصالة الحديد وغرف الأجهزة الفنية والإدارية وعيادة للطبيب والمسابح، إلا أن إدارة النادي قامت بعد نهاية الموسم بصيانة الملعبين الرئيس والرديف، مستغلين فترة التوقف الحالية ليكونا على أقل تقدير ملائمين للتدريبات» وأضاف: «قامت الإدارة باستحداث مكاتب خاصة بالجهاز الإداري، وصيانة غرفة العلاج الطبيعي والغرفة الطبية». ويعود الأبوعلي ليشرح جزءاً مهماً من المشكلة التي يعانيها التعاون في الوقت الحالي فيقول: «هذه الأموال التي صرفت على الصيانة والبناء، كان من الأجدر صرفها على قنوات أخرى لو سلمت لنا المنشأة في وقتها المحدد، وبالتالي وفرنا مبالغ طائلة، تصرف كل عام على الصيانة والتوسعة». من جانبه، أكد طبيب النادي المصري عصام عبدالرؤوف أن العيادة الطبية لا تفي بالغرض في ظل غياب الأجهزة الطبية الخاصة لضيق المساحة، وقال: «الفريق الأول حقق الموسم الماضي المركز الخامس في ظل إمكانات متواضعة، إذ إن ملعب النادي الرئيس يتدرب عليه أكثر من فريق، ويستحيل أن تقام عليه مباراة رسمية أو ودية للدرجات كافة، الموسم الماضي تمت زراعة الملعب كاملاً وتحسن عن المواسم السابقة، إلا أنه ما زال يهدد الكثير من اللاعبين إما بإصابة جديدة أو عودة إصابة سابقة» وأضاف: «طالبت بعد نهاية الموسم الماضي بسرعة إجراء أعمال الصيانة والتوسعة على ملاعب النادي، وغرفة العلاج الطبيعي، والصالة الرياضية كونها ضيقة جداً، وتسبب لنا حرجاً كبيراً في العمل». الخميس يعود إلى بيته الأول أنهت إدارة نادي التعاون برئاسة محمد القاسم التوقيع مع مهاجم الفتح بدر الخميس، ليمثل الفريق الأول موسماً واحداً، من دون الكشف عن التفاصيل المالية. الخميس بالعودة إلى التعاون ينهي رحلة طويلة من الانتقالات ذهبت به إلى المنطقة الغربية، إذ مثل الأهلي في تجربة لم يكتب لها النجاح قبل أن ينتقل إلى الفتح في الموسم الماضي ومنه إلى التعاون. ورحب الخميس بالعودة مجدداً إلى ناديه السابق الذي برز فيه بشكل لافت قبل أربعة مواسم، إذ قال: «عدت إلى بيتي الأول، أنا سعيد بالعودة مجدداً إلى نادي التعاون الذي تربطني علاقة وطيدة بجماهيره، سنسعى إلى تحقيق طموحات محبي وعشاق الفريق في الاستحقاقات المقبلة». إلى ذلك، وقعت إدارة النادي عقداً احترافياً مع مهاجم الفريق أحمد التركي (18 عاماً) الذي قدم نفسه الموسم الماضي بصورة مميزة وكان من أهم لاعبي الفريق، وجاء توقيع العقد في حضور الأمين العام للنادي المكلف علي الشايعي ووكيل أعمال اللاعب عبدالله حلواني وإداري الفريق الأول عبدالله الأبوعلي.