فرضت العداءة أليسون فيليكس، بطلة العالم 3 مرات متتالية في سباق ال200 م، نفسها "سيدة مطلقة" لسباق ال400 م، وأضحت أول أميركية تحرز اللقب الوطني في 3 سباقات هي 100 و200 و400 م، وذلك بعد إجتيازها مسافة السباق في أوجين خلال تجارب إنتقاء المنتخب الأميركي لبطولة العالم في مدينة دايغو الكورية الجنوبية (بدءاً من 26 آب/ أغسطس المقبل)، بزمن مقداره 50.40 ثانية وتقدمت على فرانشيسكا ماكوروري (50.49 ث) وديبي دان (50.70 ث). وبات في إمكان فيليكس الإختيار بين المشاركة في الثنائية (200 و400 م) من دون خوض منافسات السباق الأول كونها بطلة للعالم فيه، أو أن تكتفي بأحدهما في المونديال، علماً أنها العداءة الوحيدة مع الجامايكية فيرونيكا كامبل التي نزلت عن حاجز ال22 ثانية في سباق 200 م خلال السنوات العشر الأخيرة. في النسخة الأخيرة من بطولة العالم التي أجريت عام 2009 في برلين، سجلت فيليكس (25 سنة) سابقة تمثلت باحتفاظها بلقب ال200م للمرة الثالثة توالياً، وإنضمت بالتالي إلى كل من الألمانية أستريد كومبورنوس (دفع الجلة) والسويدية كارولينا كلوفت (المسابقة السباعية) اللتين حصدتا اللقب العالمي ثلاث مرات. وعلى المضمار الأولمبي الشهير، تجاوزت فيليكس مجدداً الجامايكية فيرونيكا كامبل – براون منافستها المباشرة في بطولات العالم والدورات الأولمبية، حتى أضحى سباق ال200م "تقاسم حصص" بينهما. فقد احتكرت فليكيس اللقب العالمي منذ نسخة هلسنكي عام 2005، وحلت الجامايكية ثانية للمرة الثانية. لكنها في المقابل حصدت اللقب الأولمبي في "أثينا 2004" و"بكين 2008" على حساب فيليكس. ورفعت فيليكس رصيدها إلى ست ذهبيات عالمية متقدمة صاحبة الألقاب الخمسة مواطنتها غايل ديفرز (عداءة السرعة وال100م حواجز). فإلى ذهبيات ال200م، فازت فيليكس في "أوساكا 2007" بذهبيتي البدل 4 مرات 100م و4 مرات 400م، وإحتفظت باللقب الأخير في برلين، وكان في إمكانها إضافة ذهبية البدل 4 مرات 100م لولا تعثر الفريق الأميركي في التصفيات. بذلت فيليكس جهوداً كبيرة في الأعوام الماضية كبيرة لتفرض إيقاعها، وإعتنى مدربها بوب كيرسي بتفاصيل كثيرة ودقيقة في هذا المجال. وهي تتجه إلى خوض بطولتها العالمية الخامسة, وتتذكر المشاركة الأولى عام 2003 في باريس (خرجت من الدور الثاني لسباق ال200م) "كنت أنهيت للتو دراستي الثانوية، وخبرتي العالمية قليلة. لكني سررت بالمناسبة وكنت متحمسة جداً. الآن حين أتذكر تلك المرحلة والنتائج التي سجلتها لاحقاً، ألمس فارقاً شاسعاً من دون شك. إنها حصيلة ثمانية أعوام عامرة بالجهد، لكنها مرت سريعاً. وشغفي بالجري يجعلني أستمتع بكل ثانية فيها". وكانت سعادة فيليكس بذهبيتها العالمية الثالثة في ال200م مضاعفة، إذ إن الفوز تحقق على المضمار الذي شهد إحراز مواطنها "الأسطورة" جيسي أوينز 4 ميداليات ذهبية في دورة برلين الأولمبية عام 1936، وهي تعتبره بطلاً شجاعاً في تلك المرحلة التاريخية الصعبة و"يعني لي الكثير". فيليكس الذي يطلق عليها تحببا إسم "شاك"، هي إبنة القسيس الورعة التي كانت تعتبر مواطنتها ماريون جونز الفائزة بخمس ميداليات (3 ذهبيات وبرونزيتان) في دورة الأولمبية عام 2000 في سيدني مثالها الأعلى، لكنها صدمت بعد إكتشاف تناولها المنشطات. ويصفها والدها ويس ب"العنيدة المصرة دائماً على تحقيق أهدافها". وهي "قطة المنتخب الأميركي" المدللة بعيون زملائها وزميلاتها، لكنها "نمرة المضمار الشرسة" كما تؤكد مواطنتها ميشيل بيري "فخلف المظهر النحيف والبنية الضعيفة (1.68م، 57 كلغ) تكمن قوة خفية. وهي آخر من يتعب خلال التدريب". وتمنّي فيليكس النفس بجمع انتصارات مسافت ال200 وال400م على غرار البطلة الفرنسية السابقة ماري جوزيه بيريك. وتكشف أن "إخفقاقها" في بكين بحلولها ثانية في ال200م حفّزها نحو السعي للإحتفاظ باللقب العالمي ووقف ال"تسونامي" الجامايكي لسباقات السرعة. وتقول: "أجلّت إنتقالي إلى مسافة اللفة الكاملة المضنية عمومًا". ويؤكد مدربها بوب كيرسي أن في إمكانها جري ال200م بنحو 21.6ث (رقمها الشخصي 21.81ث)، كما أنها قادرة على بلوغ زمن ال49ث في ال400م. ويشير رونالدو نيهيمياه (حامل الرقم القياسي العالمي السابق في ال100 امتار حواجز)، مدير أعمال فيليكس إلى أن "عداءات ال400م القادرات على تحقيق دون ال50 ثانية قليلات عموماً، ونتائج فيليكس واعدة في هذا المجال".