اتهمت الصينالولاياتالمتحدة بإيذاء سيادتها وأمنها، بعدما نفذت مدمرة تابعة للبحرية الأميركية عملية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن «السلوك الاستفزازي» للولايات المتحدة سيدفع الجيش الصيني إلى تعزيز قدراته الدفاعية. أتى ذلك بعدما أبلغ مسؤولون أميركيون وكالة «رويترز» أن المدمرة «ماستن» نفذت عملية، بموجب مبدأ «حرية الملاحة»، لتقترب لمسافة 12 ميلاً بحرياً من جزيرة «ميستشيف ريف» الصناعية التي شيّدتها بكين في جزر «سبراتلي» في البحر الجنوبي. وكانت صحيفة «جيش التحرير الشعبي الصيني» الرسمية أوردت أن البحرية الصينية ستنفذ قريباً تدريبات قتالية في البحر الجنوبي، مستدركة أنها «ترتيب سنوي معتاد ومقرر مسبقاً للبحرية والهدف منه اختبار مستوى تدريب الجيش وتحسينه ورفع قدراته على الفوز في شكل كامل». وشددت على أن «التدريب ليس موجّهاً لأي دولة أو هدف». أتى ذلك بعد إعلان وزارة الدفاع التايوانية قبل أيام أنها تتبّعت مجموعة من حاملات الطائرات الصينية تعبر مضيق تايوان في اتجاه الجنوب الغربي، قاصدة بحر الصين الجنوبي، مرجّحة أن يرتبط ذلك بتدريبات. إلى ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الأسترالية ماريس بين أن الولاياتالمتحدة ستنشر عدداً قياسياً من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) للتدريب في أستراليا، حيث تسعى واشنطن إلى مواجهة ما تعتبره «عدواناً» صينياً في المنطقة. وقالت بين إن 1587 من المارينز سينفذون تدريبات تستمر 6 أشهر في شمال أستراليا النائي، بزيادة نحو 27 في المئة عن العدد الذي شارك عام 2017، ضمن البرنامج المعروف باسم «فورس بوستشر إنيشياتيفز». وأضافت: «يؤدي الجيش الأميركي دوراً حيوياً في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة غرب المحيط الهندي والمحيط الهادئ، وسيكون برنامج فورس بوستشر إينيشياتيفز مكوّناً أساسياً في حفظ الأمن والاستقرار في العقود المقبلة». وتابعت أن المارينز سيجلبون معدات عسكرية إضافية، تشمل مقاتلات من طراز «أف-18» ومروحيات. ويهدد هذا الانتشار العسكري بإضعاف أكثر للعلاقات الأسترالية– الصينية، والتي تدهورت في الشهور الماضية بعدما اتهم رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول بكين بالتدخل في شؤون بلاده، مثيراً احتجاجاً نادراً من الصين. والانتشار العسكري الأميركي، الذي بدأ عام 2011، هو جزء من توجّه في واشنطن للتركيز على آسيا والتصدي لنفوذ الصين التي تعتبر أن لديها حقاً في السيادة على غالبية منطقة البحر الجنوبي، وهو مسار تجاري يُعتقد بأنه يحوي كميات ضخمة من النفط والغاز. وينفذ المارينز تدريبات عسكرية مع أستراليا وإندونيسيا واليابان وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند، وهي دول تزعم أيضاً حقوقاً في البحر الجنوبي.