أبهر عازفو موسيقى الجاز من السعودية و لبنانوالولاياتالمتحدة جماهير «مهرجان موسيقى الجاز» الذي يقام للمرة الثانية في السعودية، بتنظيم الهيئة العامة للترفيه، في عطلة نهاية الأسبوع في جدة، وسجلت حضوراً جماهيرياً نخبوياً من جمهور «الجاز» وعشاقه سواءً من العائلات أم الأفراد، وتشاركوا معاً رحلة «الساكسفون» ووجع «التشيللو» وانسياب البيانو على ساحل البحر الأحمر، مع أمواج شغب الغيتار و صرخات «الترومبون» مع ضجيج «الدرامز» على طاولة «المساواة والإنسانية» التي نشأت على مشارفها هذه الموسيقى. اذ ضم المهرجان ثلاث فرق في يومه الأول في الحفلة التي أقيمت في حديقة «جمان» بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة، بينهم العازف اللبناني شربل روحانا أشهر عازف عود في الوطن العربي و المؤلف الموسيقي الذي اشتهر في التسيعنات بفضل أسلوبه الجديد في عزف العود، إضافة إلى تقديم إحدى فرق السعودية التي تعزف الفيوجن جاز مجموعة متنوعة من معزوفات الجاز الكلاسيكية. وشارك عازف «الساكسفون» كيني جاريت الذي وصفته نيويورك تايمز بأنه «أكثر عازفي الساكسفون ابهاراً في عالم الجاز منذ شارلي باركر»، و ماكوي تانر الذي يعتبر من أهم وأبرز عازفي «البيانو» في عالم الجاز في القرن العشرين وهو حائز على 4 جوائز ، و إريك تروفاز المعروف بمزجه بين عناصر موسيقى الهيب هوب والروك. بينما ضمت الليلة الثانية من «مهرجان الجاز» ثلاث فرق أيضاً بدأت بفرقة «ذي برايت سايد» وهي فرقة جاز سعودية نشأت في جدة، وراوول مايدون عازف «القيتار» المرشح لجائزة الغرامي، المشهور بصوته العذب وأسلوبه النقري في عزف القيتار، مع «آل دي ميولا» عازف القيتار الأميركي الحائز على جائزة غرامي والمشهور بعزف الفيوغن، و يعد اليوم من أهم 10 موسيقيي الجاز في العالم، و يصحبه جيسي كوك المعروف بمزجه الفريد والمميز بين الجاز، الفلامينكو والموسيقى. تصل «موسيقى الجاز» إلى السعودية هذا العام للمرة الثانية للمرة الأولى في تاريخها بعد مهرجانها الأول في الرياض، بعد سلسلة من التغييرات الجذرية التي مرت بها المملكة خلال هذه الفترة محملة برسالتها «الحرب على العنصرية» الناتجة عن تداخل الثقافات بين الشعب الأميركي بجميع طبقاته، وظهرت في مدينة «نيو أورلينز» الأميركية، الواقعة على نهر المسيسيبي الهادئ، التي ضمت آنذاك، خليطا من المهاجرين الإسبان والإنكليز والفرنسيين. مع انتهاء الحرب الأهلية وتحرير العبيد وإلغاء نظام الرق عام 1863، وجد العبيد من الزنوج أنفسهم أحراراً داخل المدينة المعروفة بالفن وانتشار صالات الرقص الأوروبية «الفالس، والبولكا»، الأمر الذي ألهب سرائرهم، اذ بلغ عدد الأفارقة في الولاياتالمتحدة أكثر من مليون شخص، وكان لهم ثقافتهم الخاصة وموسيقاهم أيضا، وأغانيهم المميزة باللحن الواحد، وهكذا بدأت الموسيقى الأوروبية تندمج مع الموسيقى الأفريقية ومع الألحان التي كان يحفظها الزنوج وتوارثوها عبر الأجيال التي كانت تردد أثناء العمل داخل الحقول. بينما الخلاف قائم على بداية تاريخ هذا الفن تحديداً الذي أجمع المؤرخون أنه لم يولد في يومٍ مُعيّن، بل تطوّر، وظهربالصورة الَّتي هي عليها خلال مراحل مرّ بها عبر الزمن، ولم يكن هُناك شخصٌ واحد، أو عِرقٌ واحد مسؤولاً عن تكوينها، فهي نشأت من تلاقي وتخالط مشاعر وجوهر العديد من الأشخاص، والثقاقات، وظهرت للجميع عندما كانت الظروف المُحيطة مُناسبةً لذلك على صورة موسيقى الجاز، الشهيرة حالياً.