لم تكن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس وأسفرت عن 129 قتيلاً وإصابة 352 يوم الجمعة الماضي، هي الأولى التي تتعرض لها فرنسا، وإن كانت الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. وسبق الهجمات الأخيرة إعتداءات أخرى طالت مدنيين ومؤسسات، ومنها عندما قَتَلَ الفرنسي الجزائري الأصل محمد مراح، المظلي عماد ابن زياتن في تولوز والمظليين عادل شنوف ومحمد لقواد في مونتوبان ثم مريم مونسونيغو (8 سنوات) وغبريال واريح وسندلر (4 و5 سنوات) ووالدهم جوناثان في 19 آذار (مارس) العام 2012 في مدرسة اوزار حاتوراه اليهودية في تولوز. وقُتل مراح على يد القوات الخاصة الفرنسية بعد حصار لشقته دام 5 ساعات، وانتهى بتفجير الشقة واقتحامها. وتعرض مقر الجريدة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» إلى هجوم إرهابي في7 كانون الأول (يناير) من العام الحالي، أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل بينهم شرطيان في عملية غير مسبوقة ضد وسيلة إعلامية في فرنسا. وفي اليوم التالي للهجمة على الجريدة، قتلت شرطية في اعتداء إرهابي جديد في مونروج بالضاحية الجنوبية لباريس، عندما فتح رجلاً يرتدي سترة واقية من الرصاص، النار على عناصر من الشرطة، ولاذ بالفرار في سيارة مسروقة. وفي اليوم الثالث، احتجز مسلح رهائن داخل متجر للأطعمة اليهودية في شرق باريس، وإنتهى الاحتجاز بمقتل خمسة اشخاص في المتجر اليهودي بينهم محتجز الرهائن، واصابة اربعة آخرين بجروح. وقتلت الشرطة في اليوم نفسه الاخوين كواشي منفذي اعتداء «شارلي إيبدو»، وحررت رهينة كانا يحتجزانها. وفي حزيران (يونيو) الماضي أقدم إنتحاريون على مهاجمة مصنع للغاز الصناعي، وقُتِل شخص بقطع الرأس في المصنع نفسه في منطقة سان كانتان فالافييه قرب ليون شرق فرنسا. وسبق هذه الاعتداءات هجمات أخرى منذ العام 1978 عندما أطلق ناشطون فلسطينيون النار على مجموعة من المسافرين كانوا يتأهبون للاقلاع الى تل ابيب، ما اوقع ثمانية قتلى هم ثلاثة من عناصر الكوماندوس واثنان من قوات الامن وثلاثة مسافرين، اضافة الى ثلاثة جرحى بين المسافرين. وتُعتبر الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة، وأوقعت 128 قتيلاً، وفق حصيلة موقتة للسلطات الفرنسية، الأكثر دموية التي شهدتها أوروبا في السنوات ال40 الماضية، بعد اعتداءات مدريد في 11 آذار (مارس) 2004.