شهد وسط باريس مساء الجمعة عدة عمليات إطلاق نار، ودوت انفجارات في محيط "استاد فرنسا الدولي" في شمال العاصمة الفرنسية. واستهدفت العمليات الإرهابية ستة مواقع مختلفة وأوقعت 120 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح قابلة للارتفاع وفق الوكالة الفرنسية للأنباء. وفي أعنف هجمات تشهدها العاصمة الفرنسية باريس، توالت الأنباء مساء الجمعة عن سلسلة انفجارات استهدفت حانة بالقرب من ملعب دولي لكرة القدم، بالإضافة إلى عملية احتجاز رهائن ما تزال مستمرة، وإطلاق نار استهدف مطعماً. ففي هجوم قالت الشرطة إنه عملية لاحتجاز رهائن في صالة "باتاكلان" للحفلات الموسيقية، قُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً. وما تزال عملية احتجاز الرهائن متواصلة حتى الآن، بحسب الشرطة ووسائل إعلام. وتحدثت الشرطة عما لا يقل من مائة رهينة في قبضة المسلحين، الذين لم تذكر عددهم. وفي الضاحية العاشرة، تحدث مسؤول في شرطة العاصمة عن مقتل 11 شخصاً على الأقل في حادث إطلاق نار حصل داخل مطعم. كما سُمع في وقت مبكر دويّ انفجارين بالقرب من ملعب "استاد دو فرانس" الدولي، حيث كانت تُجرى مباراة ودية لكرة القدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، حضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. مسيرة تاريخية ضد الإرهاب: مئات الآلاف تدفقوا عبر شوارع باريس، للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لقيم الحرية والتسامح والتعددية، في مسيرة حاشدة حزنا على ضحايا الهجمات الإرهابية التي نفذها متطرفون في باريس، وأدت لسقوط 17 قتيلا. وأظهرت صور بثتها القناة الألمانية الأولى (إيه آر دي) صوراً للجماهير وهي محتشدة على أرض الملعب بعد انتهاء المباراة، والذعر والحزن يعلو وجوه الكثيرين، فيما حاول آخرون الاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم. وأكد مسؤول في الشرطة الفرنسية وقوع انفجار واحد على الأقل في حانة "كاريون" بالقرب من الملعب، فيما تم إجلاء الرئيس الفرنسي إلى مبنى وزارة الداخلية، حيث صرّح مسؤولون بأنه يتابع الأوضاع ضمن "خلية أزمة" تتكون منه ومن وزير الداخلية بيرنار كازانوف. وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية في فرنسا منذ عقود. وكان آخر هجوم تعرضت له العاصمة هو ذلك الذي استهدف المجلة الأسبوعية الساخرة "شارلي إيبدو" ومتجراً لبيع المنتجات اليهودية، وخلف 20 قتيلاً. وتبنى الهجوم آنذاك أفراد موالون للتنظيم الارهابي (داعش). يشار إلى أن العاصمة الفرنسية تستعد لاستضافة قمة المناخ الدولية، التي ستعقد بعد أسبوعين من الآن، إذ شهدت باريس تشديداً للإجراءات الأمنية في أعقاب مخاوف من تنفيذ اعتداءات إرهابية أثناء عقد القمة.