أعلنت الدوحة أمس (الخميس)، قائمة الإرهاب الأولى قطرياً، وضمت أسماء أفراد وكيانات مدرج غالبيتها ضمن «قوائم الإرهاب» أصدرتها في أوقات سابقة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، واتهمت هذه الدول قطر بتمويل «تنظيمات وميليشيات» إرهابية، من طريق مؤسسات خيرية مصنفة «إرهابية» لدى الدول الأربع. وتأتي هذه القائمة بعد يوم واحد من الإعلان عن اتفاق بين ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب على أهمية وقف دعم الإرهاب وتمويله. وأدرجت قطر 19 شخصاً و8 كيانات ضمن القائمة التي وصفها مكتب الاتصال الحكومي القطري ب«القائمة الوطنية» للتصنيفات الإرهابية، من بينهم سعوديان و11 قطرياً، إضافة إلى أردنيبن وأربعة مصريين، فيما ضمت القوائم الإرهابية المشتركة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، والتي تم الإعلان عنها في أوقات متفرقة من العام الماضي، غالبية الأسماء المدرجة في «القائمة القطرية»، واتهمت الدوحة بدعم وتمويل غالبية الأفراد والكيانات المدرجة في قائمتها، والتي اثبتت التقارير الدولية للدول الأربع ودول أخرى الارتباط المباشر وغير المباشر للنشاطات الإرهابية لهذه الكيانات والأفراد في السلطات القطرية، ومساهمتهم في حملات جمع الأموال لدعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية. مفتي «النصرة» ضيف «الجزيرة» جاء على رأس القائمة القطرية السعوديان ابراهيم محمد البواردي والمنظر الشرعي لما كان يعرف ب«جبهة النصرة» الوجه الحاضر دائماً في شاشة «الجزيرة» القطرية السعودي عبدالله محمد المحيسني، والذي أدرجته الدول الأربع على قائمة تضم 59 إرهابياً أعلنت في حزيران (يونيو) 2017. واستضافت قطر مفتي «النصرة» ذراع تنظيم «قاعدة الجهاد» في سورية عبدالله المحيسني عبر شاشة «الجزيرة» في لقاءات متكررة، وأوكلت له مهمة إمامة الجامع القطري في مكةالمكرمة قبل أن يخرج من السعودية، وينتقل للإقامة في الدوحة لينضم لاحقاً لصفوف التنظيمات الإرهابية في سورية العام 2013. وشارك المحيسني في «المؤتمر الثاني لرابطة علماء المسلمين» المنعقد في الدوحة، تحت عنوان «أحكام النوازل السياسية»، واتهم بتمويل التنظيمات الإرهابية وجمع الأموال لها بالتعاون مع مؤسسات قطرية. النعيمي ممول المنظمات الإرهابية وضمت القائمة الأكاديمي مستشار الحكومة القطرية عبدالرحمن عمير النعيمي، المدرج من وزارة الخزانة الأميركية والحكومة البريطانية على قائمة الإرهاب في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2013 لدعمه تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وهو أيضاً مدرج على قائمة ال59 التي أعلنتها الدول الأربع المقاطعة للدوحة في حزيران (يونيو) الماضي. وشغل النعيمي عدداً من المناصب في جامعة قطر، وسجن العام 1995، وعمل مستشاراً للحكومة القطرية ويرتبط في علاقات وثيقة مع الأسرة الحاكمة. وهو بحسب وزارة الخزانة الأميركية حول مبالغ طائلة من قطر إلى «القاعدة» في سورية عبر ممثل التنظيم أبو خالد السوري. وهو عضو مؤسس وممول ل«منظمة الكرامة»، التي تتهم باستخدام الغطاء الحقوقي لتجنيد وتدريب مهندسي الثورات خصوصاً في البحرين بحسب تحقيق استقصائي بثته شاشة «العربية» قبل أعوام، وتمارس أنشطتها في جنيف على رغم حظر تسجيلها دولياً. وكشفت أجهزة الاستخبارات الأميركية أن النعيمي مول «القاعدة» في العراق العام 2001 من خلال إرسال مليوني دولار شهرياً للتنظيم على مدى عام كامل، ووصلت تمويلات النعيمي المادية كذلك إلى «حركة الشباب» الصومالية بواقع ربع مليون دولار منتصف العام 2012 بحسب الخزانة الأميركية. الكعبي داعم المنظمات الإرهابية شملت القائمة القطري سعد محمد الكعبي، والذي يُعد أحد أهم ممولي تنظيم «قاعدة الجهاد» في سورية، والمُدرج في 2015 من الأممالمتحدة على لوائح العقوبات لجمعه الأموال بالنيابة عن تنظيم «القاعدة» في سورية. ونظم الكعبي حملات لجمع الأموال بمساعدة قطريين آخرين، ونظم أيضاً حملة شهيرة لدعم «جبهة النصرة» التي حملت اسم «مدد أهل الشام للمجاهدين»، والتي ظهر خلالها مقطع فيديو شهير لمقنعين من المنظمة داخل غرف مدججة بالأسلحة في سورية، يناشدون لتمويل من سموهم ب«المجاهدين في سورية»، فيما ثبت تعاون الكعبي مع وجدي غنيم الذي تم تصنيفه «إرهابياً» هو الآخر كونه يدعو إلى تنفيذ عمليات انتحارية ويبرر قتل الأقباط. الكواري عضو في الاستخبارات القطرية ومن بين الأسماء عبداللطيف عبدالله الكواري المدرج أيضاً ضمن قائمة الدول الأربع، وقائمة الجزاءات الأميركية وتلك الصادرة عن الأممالمتحدة، ويعتقد أن الكواري مرتبط في جهاز الاستخبارات القطرية، وتم تكليفه في مهمات تتعلق بالدعم اللوجيستي إلى «القاعدة» في اليمن وباكستان، وأدرجته وزارة الخزانة الأميركية على قائمة الإرهاب في آب (أغسطس) 2015. الباكر خطط لمهاجمة قواعد أميركية وشملت القائمة القطري إبراهيم عيسى الحجي محمد الباكر، الذي اكتشف في العام 2006 دوره في خلية خططت للهجوم على قواعد أميركية في قطر، بحسب صحيفة «ديلي تليغراف»، وكان تم سجنه سابقاً في قطر بداية العام 2000 بتهمة تمويل الإرهاب، ولكنه حصل على فرصة الإفراج المشروط بالتعهد بعدم القيام بأي نشاط إرهابي على الأراضي القطرية، وتتهمه الولاياتالمتحدة بتمويل كل من «القاعدة» و«طالبان» ولعب دور الوسيط بين ممولي «القاعدة» في الخليج وأفغانستان. العجي ممول شراء الأسلحة واحتوت القائمة المعلنة أيضاً على اسم الضابط القطري مبارك محمد العجي المصنف «إرهابياً» لدى الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، والمدرج سابقا على لوائح عقوبات الأممالمتحدة والحكومة الأميركية. وللعجي دور في اشعال الحرب الأهلية في سورية، ونظم حملة «فزعة أهل قطر للشام»، بهدف جمع التبرعات لشراء أسلحة للمقاتلين في سورية.وفي آب (أغسطس) 2013، نشر العجي بياناً لأحد قادة «القاعدة» في سورية يشكر فيه المتبرعين القطريين الذين قدموا التبرعات من خلاله، وفي آيلول (سبتمبر) من العام نفسه، سافر مع ممول «القاعدة» حجاج العجمي والمدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأممالمتحدة، وفور عودته إلى قطر التحق العجي في برنامج الخدمة الوطنية للقوات المسلحة القطرية. ضمت القائمة كل من: خالد سعيد البوعينين، وراشد سالم أبوقبا، ومحمد فيصل السويدي، وعبدالله سليمان ثامر، إضافة إلى عبدالله محمد الشيباني أشهر ممولي تنظيم «القاعدة» في سورية، والمتورطين في تنفيذ حملات لجمع الأموال بهدف دعم الجماعات المتطرفة في مناطق الصراع العربية. الشقيقان الأردنيان عبدالسلام وأيضاً ضمت الشقيقين الأردنيين عبدالملك وأشرف محمد عبد السلام المدرجان ضمن القوائم الإرهاب المشتركة للدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب، لتورطهما في العمل والقتال مع «القاعدة»، أذ شارك عبدالملك في الهجوم على قوات أميركية في أفغانستان في العام 2011، فيما شارك ومول ودعم أنشطة تابعة للتنظيم و«جبهة النصرة». وثبت تورطه أيضاً في توريد وبيع ونقل أسلحة ل«القاعدة» وأذرعها، إضافة إلى تجنيد عناصر لحسابها. وألقي القبض عليه أثناء محاولته مغادرة لبنان إلى قطر في أيار (مايو) 2016، وعثر في حوزته حينها على عشرات الآلاف من الدولارات، يُعتقد أنه كان في طريقه لتسليمها لعناصر من «القاعدة». فيما بدأ الشقيق الآخر أشرف عبدالسلام العمل مع «القاعدة» في العراق العام 2005، وفي 2007 فتح متاجر لتسهيل اتصالات مسؤولي التنظيم. وفي أواخر العام نفسه، ساعد أشرف في نقل مئات الآلاف من الدولارات لدعم عمليات التنظيم في العراق. ويسّر سفر أفراد مرتبطين في «القاعدة» إلى سورية، لتدريب عناصر «النصرة» هناك، وخطط لنقل أموال للجبهة منتصف العام نفسه. ومنذ 2014 قاتل أشرف في سورية، وقام أيضاً بتوفير الدعم المالي والمادي والتكنولوجي ل«القاعدة» و«جبهة النصرة» فيما أدرجت الأممالمتحدة اسما الشقيقين على لوائحها للإرهاب من 2015. وضمت القائمة القطرية أربعة أسماء مصرية، هم: حسن سعد شتيوي وأحمد عيدالحجاوي، وأحمد سمير الطنيجر، إضافة إلى ضاحي محمد سنجر. 8 كيانات في القائمة غالبيتها قطرية في جانب الكيانات، صنفت القائمة التي نشرتها اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية القطرية ثمانية كيانات، من بينها ست مؤسسات قطرية كانت تدعمها الحكومة سابقاً، جاء في مقدمتها «جمعية الإحسان الخيرية» في اليمن أحد الكيانات المدرجة في قائمة الإرهاب المشتركة للدول الأربع، والتي تم الإعلان عنها في تموز (يوليو) 2017، وهي جمعية تأسست في صنعاء عام 1992، وتعمل بدعم مباشر من جمعيتي «عيد الخيرية» و«قطر الخيرية»، يترأس الجمعية عبدالله اليزيدي المدرج أيضاً ضمن القائمة. وتستضيف «الإحسان» فعاليات مؤسسة الرحمة المدرجة ضمن قائمة الإرهاب، وبناءً على تقارير الجمعية المنشورة على موقعها الإلكتروني الرسمي؛ فإنها حددت كل من المؤسسات القطرية: «راف»، و«مؤسسة عيد الخيرية»، و«قطر الخيرية» «شركاء لها في التنمية». فيما يتم الإشراف على مبادرات «مؤسسة قطر الخيرية» في اليمن من نصر قائد الزعيم الذي يعمل مديراً لعمليات المؤسسة في اليمن منذ منتصف العام 2015. وضمت القائمة اسم «تنظيم ولاية سيناء» أحد فروع «داعش» في مصر، والذي يتخذ من سيناء مقراً لأنشطته، وحوت ستة أسماء أخرى لمؤسسات قطرية تحمل الواجهة التجارية، وهي: الأنصار للهواتف وتأجير السيارات والعقارات، وتفتناز للتجارة والمقاولات، وجبل عمر للتجارة والمقاولات، وخبرات للتجارة والمقاولات، والذهبية للمظلات والخيام، والاهتداء للمفروشات والديكور. قرقاش: الدوحة اعترفت بأن دعمها الإرهاب جوهر أزمتها علق وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة الدكتور انور قرقاش على إعلان القائمة القطرية بالقول: «أكدت قطر بإعلانها عن إدراج قائمة للإرهاب تضم عدداً من الكيانات والأفراد، أن دعمها التطرف والإرهاب، سبب لأزمتها الحالية» . وغرد الوزير الإماراتي عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس (الخميس)، قائلاً: «أصدرت وزارة الداخلية القطرية قائمة للإرهاب تضمنت 19 شخصاً و8 كيانات، وتضمنت القائمة 10 أشخاص ممن تم إدراجهم سابقاً في القوائم الثلاث التي أصدرتها دول المقاطعة. وبعيداً عن المكابرة قطر تؤكد الأدلة ضدها وأن دعمها للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها».