بيت الدين - ا ف ب - نالت النجمة اللبنانية صباح وساما تكريميا رفيع المستوى منحها اياه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في افتتاح مهرجانات بيت الدين مساء الجمعة، قبل استعراض غنائي راقص حمل عنوان "تحية الى صباح" احيته المغنية السورية رويدا عطية، احتفاء بحوالى 70 عاما امضتها صباح في الفن. وقلدت صباح (87 عاما) وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر من السيدة اللبنانية الاولى وفاء سليمان باسم رئيس الجمهورية. ولم تقم مراسم تقليد الوسام على خشبة المسرح، بل تمت في المكان الذي كانت تجلس فيه النجمة اللبنانية في الصف الأمامي. بأناقتها المعهودة، وهي ترتدي سروالا ابيض من الساتان وسترة بيضاء مرصعة باحجار الستراس، وقفت "الصبوحة" بين مصمم ازياء العمل الفني زهير مراد ومخرجه جيرار افيديسيان، وتسلمت الوسام. فقالت السيدة سليمان ان هذا الوسام يمنح لصباح "تقديرا لمسيرتها المضيئة في عالم الفن وعطاءاتها من عمق التراث، وعربون شكر لما قدمته في سبيل لبنان". تابعت "لها مني محبتي الكبيرة وتهنئتي الكبيرة". وفيما كان بعض الحاضرين يصرخون "نحبك يا صبوحة"، حيت المكرمة الجمهور وأرسلت اليه قبلة على طريقتها قائلة "انا احبكم لانكم انتم الذين اوصلتموني الى هذه المرحلة". ولم تتوان عن ارتجال موالين: الاول امتدحت فيه السيدة الاولى أما الثاني فأشادت خلاله برئيس الجمهورية. في بداية الاستعراض، اطلت رويدة عطية منشدة "يا طير الطاير" ثم "يا بيت الدين" للاخوين الرحباني، وبعدها "مسيناكم" التي لحنها الموسيقي الراحل وليد غلمية، وذلك وسط فرقة من 23 راقصا يرتدون الازياء الفولكلورية. وشاء زهير مراد ان ترتدي عطية الطنطور التقليدي مع فستان كشكش حديث الطراز، قصير من الامام وطويل من الخلف. قسم المسرح الى طبقتين. فتوزعت الفرقة الموسيقية بقيادة الموسيقي احسان المنذر في الطبقة العلوية مع الكورس وخلفها قناطر بيت الدين المضاءة. وعلى جانبي منصة الموسيقيين، وضعت شاشتان لعرض مشاهد من افلام طبعت مسيرة النجمة اللبنانية بالابيض والاسود وصولا الى الالوان، تظهر شخصية صباح وجرأتها. وشكلت الشاشتان ايضا ديكورا اندمج باجواء اللوحات الاستعراضية. في اطلالتها الثانية، غنت عطية "يا بو الزلف" وقد ارتدت ثوبا عصريا اسود قصير، في حين استوحيت أزياء الراقصين من السبعينات. واستعادت عطية والراقصات في "سعيدة ليلتنا سعيدة" حركات صباح المعروفة والتي أصبحت علامة فارقة، ومنها التصفيق باليدين الممتدتين. وقد تولى تصميم الرقص الفنان سامي خوري. وبعباءة بيضاء، جلست عطية على البيانو منشدة "ساعات ساعات"، وقد رافقها عزفا احسان المنذر. وخلال أداء اغنية "قوم تنلعب باصرة" من كلمات توفيق بركات والحان فيلمون وهبة، حملت الراقصات اوراق لعب كبيرة اضفت جوا جميلا على الخشبة مذكرة باحدى مسرحيات صباح. وبثوب قصير براق غنت "ليش لهلق سهرانين" و"اخذوا الريح" و"اهلا بهالطلة". وتدلعت رويدا باتزان حين ادت "يا دلع" مرتدية ملابس عصرية وقد رافقتها رقصة الدبكة. وفي "مرحبتين ومرحبتين" رافقها طبالان، أحدهما طفل صغير. واختتم الاستعراض الذي توالت انواع الرقص فيه من الدبكة الى التانغو والفالس، بلوحة فولكلورية لبنانية "تعلا وتتعمر يا دار".. فوقف الجمهور منشدا ومصفقا. ورافق هذا العمل الذي انتج بمبادرة من مهرجانات بيت الدين، معرض صور نادرة لصباح و20 ثوبا من تصميم وليم خوري كانت قد ارتدتها في استعراضات سابقة لها. ارتبط اسم صباح بغناء المووايل والميجانا والعتابا والاغنيات البلدية الفولكلورية، وفي سجلها اكثر من ثلاثة آلاف اغنية. وغنت صباح التراث اللبناني والحب والوطن لكبار الشعراء والملحنين في العالم العربي، واطلت في 85 فيلما و27 مسرحية.