في تصعيد خطير ونوعي للوضع الامني في اليمن، عثرت السلطات في محافظة صعدة الشمالية أمس على ثلاث جثث تعود الى ممرضتين المانيتين ومُدرسة كورية جنوبية قتلن بالرصاص، كن ضمن مجموعة من تسعة اجانب خطفوا الجمعة الماضي من قبل مسلحين تؤكد السلطات انهم من عناصر التمرد الزيدي بقيادة عبدالملك الحوثي، رغم نفي هؤلاء أي علاقة لهم بالحادث. وترددت أنباء لم تؤكد رسمياً انه تم العثور الى جانب الجثث على طفلين حيين مصابين بذعر شديد. وذكر مصدر مسؤول بمحافظة صعدة ل «الحياة» ان نجل احد شيوخ القبائل عثر على الجثث وابلغ السلطات التي انتقلت فورا الى الموقع في منطقة عكوين بوادي نشور بمديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، مشيراً إلى أن مصير بقية المخطوفين لا يزال مجهولا. وطالب المصدر «العناصر التخريبية لجماعة الحوثي» بإطلاق المخطوفين على وجه السرعة، وحملهم مسؤولية «الاختطاف والجريمة البشعة التي ارتكبت بحق النساء الثلاث»، مؤكداً بأن «هذه الجريمة الشنيعة تخالف كل القيم الإنسانية، وتسيء إلى الأخلاق السامية للدين الإسلامي الحنيف والأعراف والعادات والتقاليد اليمنية»، وأن «المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب». وقال المصدر إن «تلك العناصر سبق أن احتجزت عدداً من الأطباء والممرضين العاملين في مستشفى السلام بصعدة، في إطار ما تقوم به من أعمال تخريبية وتصرفات خارجة على القانون لنسف جهود تحقيق السلام وإعاقة عملية التنمية وإعادة الاعمار في المحافظة». وكان الاجانب التسعة، وهم جزء من فريق الأجانب العامل في المستشفى الجمهوري في صعدة ضمن «الهيئة العالمية للخدمات الطبية»، يمضون يوم العطلة الاسبوعية، عندما خطفوا من إحدى المزارع بمنطقة غراز في مديرية سحار الواقعة وسط محافظة صعدة، وانقطعت أخبارهم تماماً، قبل أن يتم العثور صباح أمس على الجثث الثلاث وقد اخترقها الرصاص في الرأس وأنحاء متفرقة من الجسد. وذكرت مصادر محلية إن قوات الأمن نفذت انتشاراً واسعاً بمشاركة وحدة «مكافحة الإرهاب»، تساندها مروحيات هجومية في مناطق مختلفة من المحافظة بحثاً عن بقية المخطوفين، وسط مخاوف من أن يكونوا قتلوا ايضا، في وقت لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن عمليتي الخطف والقتل. وكانت مصادر محلية ذكرت السبت ان سيارات تقل أجانب يعتقد بأنهم المخطوفون التسعة، شوهدت في منطقة مطرة، أحد أهم معاقل «المتمردين» من أنصار الحوثي، وهي منطقة قريبة من محافظة الجوف الى الشرق من محافظة صعدة. وكان 28 طبيباً وممرضاً عربياً وأجنبياً تعرضوا لعملية خطف مماثلة من قبل مسلحين قبليين الخميس الماضي في محافظة عمران (شمال صنعاء) وتم الإفراج عنهم بعد يوم واحد إثر وساطة قادها المجلس المحلي في المحافظة عمران. وحمل مصدر رسمي «الحوثيين» المسؤولية عن عملية الخطف. ويشهد اليمن باستمرار عمليات خطف اجانب على يد قبائل تشترط للافراج عنهم تحقيق السلطات مطالب محلية لها، وغالبا ما تنتهي بالافراج عن المخطوفين، لكنها المرة الاولى التي يقتل فيها هؤلاء، من دون ان يتصل الخاطفون بالسلطات ويقدموا مطالبهم، مما اثار تكهنات بأن تنظيم «القاعدة» قد يكون وراء هذا الحادث. وفي برلين، لم تؤكد وزارة الخارجية الألمانية حتى ساعة متأخرة من أمس المعلومات عن مقتل ثلاثة مخطوفين بينهم ألمانيتان. وفي اتصال مع «الحياة» قال متحدث باسم هيئة الطوارئ في وزارة الخارجية التي تسعى مع المسؤولين اليمنيين والسفارة الألمانية في صنعاء لمعرفة مصيرهم إن «الوزارة غير قادرة حتى هذه الساعة لا على تأكيد خبر اكتشاف ثلاث جثث ولا سبع جثث». وكانت المستشارة أنغيلا ميركل صرحت قبل ذلك بأن حكومتها «بصدد التحقق من صحة هذه الأنباء» مشيرة إلى أن الوزارة تبذل أقصى جهودها لكشف ملابسات الأمر. وصرح مصدر ديبلوماسي يمني في برلين أن عمليات الخطف «نادرا ما تنتهي بالقتل، ولا يعتبر قتل النساء من شيم اليمنيين، الأمر الذي قد يدل الى وجود عناصر متطرفة من خارج البلاد» في إشارة إلى تنظيم «القاعدة» أو مجموعات متشددة أخرى.
