«استراتيجية دحر السل» التي اعتمدتها «منظمة الصحّة العالميّة» في العام 2014، هي مخطط يشمل البلدان كلّها للقضاء على الوباء التنفسي الذي يمثّله مرض السل، عبر الحد من الوفيات الناجمة عنه وخفض معدلات الإصابة به والتخلص من التكاليف الكارثية الناتجة منه. وتحدد تلك الاستراتيجية الغايات العالميّة المتعلقة بالآثار المترتبة على وباء السل، خصوصاً تلك المتمثلة في خفض معدل الوفيات الناجمة عنه بنسبة 90 في المئة، وخفض عدد الحالات الجديدة بنسبة 80 في المئة بين عامي 2015 و2030، وضمان عدم تحمل أسر المرضى والمصابين التكاليف الضخمة المترتبة عليه. في العام 2015، قُدِّر أن ثُلث الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة Human Acquired Immune Deficiency Syndrome (= الايدز) على الأقل، يعانون أيضاً من العدوى ببكتريا السل. وتبلغ احتمالات إصابة الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به. وتشكل «الصداقة» بين فيروس نقص المناعة وبكتيريا السل، توليفة قاتلة لأن كل منهما يُسرِّع في تطوّر الآخر. وفي 2015، توفي قرابة نصف مليون شخص من جرّاء السل المرتبط بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة. وتُعزى نسبة 35 في المئة تقريباً من وفيات المصابين بفيروس الإيدز في العام 2015، إلى السل. وفي العام نفسه، ظهرت قرابة 1.2 مليون إصابة بالسل بين المصابين بفيروس نقص المناعة (الايدز)، تركز 71 في المئة منهم في أفريقيا. وتوصي «منظمة الصحّة العالميّة» بمقاربة تشمل 12 عنصراً من النشاطات المتكاملة التي تستهدف وباء السل وفيروس العوز المناعي البشري سويّة، بما في ذلك إجراءات الوقاية والعلاج، بهدف الحدّ من الوفيات المتصلة بتلك التوليفة القاتلة.