سنغافورة، طوكيو، بغداد - رويترز، أ ف ب - توقفت أمس موجة بيع عقود النفط، مع تبدد أثر الإعلان المفاجئ الخاص بالسحب من مخزون الطوارئ، فصعدت أسعاره بعدما هبطت إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر نتيجة أنباء عن عزم اكبر مستهلكي الخام في العالم على السحب من الاحتياطات النفطية الاستراتيجية للمرة الثالثة فقط على الاطلاق. وارتفع سعر «برنت» 24 سنتاً إلى 107.50 دولار، في حين انتعش سعر الخام الأميركي 87 سنتاً وبلغ 91.89 دولار للبرميل. وتحركت الدول الآسيوية أمس، للسحب من مخزونها الطارىء في إطار تنسيق عالمي نادر بين الدول المستهلكة، يزيد المعروض العالمي بنحو 2.5 بالمئة خلال الشهر المقبل ويمنع أسعار النفط المرتفعة من اعاقة الانتعاش العالمي المتعثر. وتشير الخطة التي قادتها واشنطن وانتقدتها الدول النفطية، الى تحول كبير من جانب الدول الصناعية صوب التدخل في أسواق السلع الأولية كأداة للسياسات الاقتصادية. وعاودت أسعار خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» الارتفاع أمس، بعدما تراجعت الى أدنى اغلاق في 4 أشهر أول من أمس، ما يثير شكوكاً حول أي فاعلية طويلة الأمد للقرار غير المتوقع من جانب «وكالة الطاقة الدولية» لسحب 60 مليون برميل خلال الشهر المقبل. وأشار وزير الاقتصاد الياباني كاورو يوسانو الى إن «الخطوة بمثابة تحذير للتجار الذين يستخدمون المضاربة». لكن وزير النفط الهندي س. جايبال ريدي شكّك في جدوى هذا التحرك. وقال: «حتى لو كانت هناك زيادة طفيفة في الانتاج (الامدادات) لن نجني ثمار هذه الخطوة بسبب اطلاق العنان للمضاربة في الأسواق المالية... لا نعرف ان كان (تراجع أسعار النفط) اتجاهاً مستقراً». يذكر ان السحب من المخزون هو الثالث من نوعه في 37 سنة هي عمر «وكالة الطاقة» التي تأسست كقوة معادلة ل «أوبك». وأعلنت اليابان وكوريا الجنوبية العضوان الآسيويان في الوكالة، إنهما سيبدآن اعتباراً من الاسبوع المقبل السحب من مخزونهما النفطي وفقاً للمستويات التي حددتها الوكالة. في هذه الأثناء، خفض مصرفا «جيه بي مورغان» و «غولدمان ساكس» توقعاتهما لأسعار النفط في الربع الثالث من العام الجاري، بعدما أعلنت «وكالة الطاقة الدولية» خططاً لسحب 60 مليون برميل من احتياطاتها النفطية للطوارئ الشهر المقبل لدعم الانتعاش الاقتصادي. وخفض «جيه بي مورغان» متوسط توقعاته لسعر خام «برنت» الى 100 دولار للبرميل في الربع الثالث، من متوسط توقعاته السابقة البالغ 130 دولاراً، في حين توقع «غولدمان ساكس»، وهو أحد أهم البنوك المؤثرة في السلع الاولية، أن تهبط أسعار برنت الى نطاق يتفاوت بين 105 دولارات و107. وقال محللون في المصرف، في مقدمهم لورنس ايغلز، في مذكرة إلى الزبائن في وقت متأخر مساء أول من امس: «إذا تم المضي قدماً في بيع 60 مليون برميل على مدى 30 يوماً، فانها ستكون كمية كافية لإحداث هبوط كبير جداً في سعر النفط». وفي مذكرة مماثلة قدّر فريق محللي الطاقة في بنك «غولدمان ساكس»، في مقدمهم ديفيد غريلي في نيويورك، «أن سحب 60 مليون برميل بحلول نهاية تموز (يوليو) قد يخفض توقعاتنا للمستوى المستهدف لسعر خام برنت للأشهر الثلاثة بمقدار 10 و12 دولاراً للبرميل إلى 105 و107 دولارات». من ناحية ثانية، توقفت معظم وحدات الانتاج في مصفاة بيجي النفطية العراقية أمس، بعد وقوع انفجار واشتعال حريق في خط أنابيب الغاز الرئيس في المصفاة الواقعة على بعد 180 كيلومتراً الى الشمال من بغداد. وقال مسؤول في المصفاة: «تجرى السيطرة على الحريق، لكن المسألة ستستغرق 48 ساعة قبل أن تعود المصفاة للعمل بكامل طاقتها». الى ذلك، أعلنت الحكومة رفع معدلات رواتب العاملين في مينائي البصرة النفطي والعمية، جنوب البلاد، بمعدل 30 في المئة من رواتبهم إثر تهديد بالاضراب عن العمل ووقف تصدير النفط، «حرصاً منها على النهوض بالقطاع الاقتصادي من خلال دعم سير العملية الانتاجية بأقصى طاقة، وذلك بإنصاف العاملين في ميناء البصرة والعمية، بما يتلاءم والجهد المبذول من قبلهم نظراً إلى ما يعانونه من ظروف عمل قاسية»، في إشارة إلى شدة حرارة الصيف خصوصاً في جنوب البلاد. وتظاهر عدد كبير من العاملين في شركة نفط الجنوب، في نيسان (أبريل) الماضي في محافظة البصرة (جنوب) للمطالبة بزيادة رواتبهم. وفي أيار (مايو)، هدد العاملون بإعلان اضراب عن العمل، لكن وفداً من وزارة النفط توجه الى هناك وأجرى مفاوضات معهم ووعد بتنفيذ مطالبهم. ويشحن العراق نحو 80 في المئة من صادراته النفطية التي تمثل المورد الرئيس لموازنته، عبر موانئ الجنوب، وبلغت في نيسان 49,7 مليون برميل عائدتها 5,6 بليون دولار، وفقاً لاحصاءات وزارة النفط. ويملك العراق ثالث احتياط نفطي في العالم بعد السعودية وايران، يقدر ب115 بليون برميل.