عاودت قوات النظام السوري قصفها العنيف على مدينة دوما في الغوطة الشرقيةلدمشق، إثر هجوم مفاجئ للمعارضة، بعد توقف أسبوع دخلت خلاله مساعدات إنسانية، كما تعرضت مناطق أخرى في المنطقة للقصف ما أدى إلى مقتل 34 مدنياً خلال الساعات الأخيرة. توازياً، اعتبر وزير سوري أن بعض مسلحي المعارضة قد يوافقون قريباً على الانسحاب من حرستا أو «قبول حكم الدولة السورية». وفي إطار الحملة العسكرية المستمرة ضد الغوطة منذ 18 شباط(فبراير) الماضي، شهدت دوما قصفاً عنيفاً أدى إلى مقتل 20 مدنياً فيها خلال ساعات، إضافة إلى مقتل 14 مدنياً آخرين في بلدات آخر، لترتفع حصيلة القتلى إلى 1420 مدنياً من بينهم 281 طفلاً وفق حصيلة وثقها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأفادت وكالة «فرانس برس» بإنقاذ أفراد عائلة من تحت الأنقاض، فيما أدى برميل متفجر إلى اشتعال حريق وتدمير مسجد ومنازل في محيطه. وأشار «المرصد» إلى أن القصف على دوما هو الأعنف منذ أسبوع، ويأتي إثر هجوم مفاجئ نفذه فصيل «جيش الاسلام» على قوات النظام على جبهتي مسرابا وبيت سوى جنوباً انطلاقاً من دوما. ودارت اشتباكات أمس، في جنوب الغوطة بين «فصيل فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» من جهة وقوات النظام من جهة ثانية. وذكر التلفزيون السوري أن الجيش يواصل تقدمه في الغوطة التي زارها الرئيس بشار الأسد أول من أمس، وشكر الجنود على «إنقاذ» العاصمة. وأشارت وكالة أنباء «سانا» إلى مقتل شخصين جراء قذيفة للفصائل المعارضة طاولت أحد أحياء دمشق. وعلى وقع القصف والمعارك، تواصل النزوح من بلدات في جنوب الغوطة إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام. وقدّر المرصد السوري عدد الفارين الإثنين بأكثر من أربعة آلاف مدني، ما يرفع عدد النازحين من الغوطة إلى حوالى 70 ألف مدني منذ الخميس، فيما ذكر مركز المصالحة الروسي أن 6 آلاف مدني خرجوا منها أمس. سياسياً، رأى وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السوري علي حيدر في تصريح إلى وكالة «رويترز» أن «مسلحي المعارضة في جيب مركزه مدينة حرستا، ربما يكونون مستعدين لإبرام اتفاق للانسحاب أو قبول حكم الدولة». وقال حيدر إن «هناك اتصالات مع مسلحي المعارضة في الغوطة». وأضاف: «هناك نتائج مقبولة في جزء من الملف إلى حد ما، ومن الممكن أن يكون هناك إنجاز خلال الفترة القادمة في حرستا»، لكنه أكد أنه لا يلتزم بموعد محدد «لأن المسألة مرتبطة بقبول المسلحين الخروج أو تسوية أوضاعهم ودخول الجيش إلى تلك المنطقة». ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت القوات الحكومية من تقطيعها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي: دوما شمالاً تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام»، وحرستا غرباً حيث «حركة أحرار الشام»، وبلدات جنوبية يسيطر عليها فصيل «فيلق الرحمن».