انضم الكاتب اللبناني أمين معلوف أمس الى الأكاديمية الفرنسية، بعدما انتخبه أعضاؤها في دورة اقتراع أولى، وكان منافسه الفيلسوف الفرنسي ايف ميشو. ويشغل معلوف في الأكاديمية المقعد الذي شغر بوفاة المفكر وعالم الأجناس الفرنسي كلود ليفي - ستروس في تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وأعرب معلوف ل «الحياة» عن سعادته الكبرى «لانضمامه الى المؤسسة العريقة للثقافة الفرنسية». وقال انه يشعر بالامتنان «نظراً الى أهمية الانتماء الى الأكاديمية المعنية أساساً بشؤون اللغة الفرنسية، وهو ما يمثل دورها الوحيد». ومعلوف العربي الثاني بعد الطاهر بن جلون الذي حاز على جائزة «غونكور» التي تعطى سنوياً الى أحد كبار الكتّاب بالفرنسية، اعتبر انضمامه الى الأكاديمية «لحظة مهمة جداً في حياتي وتحمل معنى مميزاً لأني لبناني وعربي، ما يخولني لعب دور الجسر بين عالمين». وهو أيضاً ثاني كاتب عربي في الأكاديمية بعد الجزائرية آسيا جبار. ولد في بيروت العام 1949 لعائلة لبنانية اشتهرت بالأدب والصحافة، وشكل التقارب بين الحضارات محور مؤلفاته، الى جانب مسألتي الهجرة والهوية. وكان بدأ العمل صحافياً في صحيفة «النهار» اللبنانية واضطرته الحرب للهجرة الى فرنسا العام 1976. وسبق لمعلوف ان ترشح الى عضوية الأكاديمية في عامي 2004 و2007 من دون أن يحالفه الحظ، وذكر في حينه أن تأييده بياناً يدعو الى جعل الأدب عالمياً ويعلن موت الفرنكوفونية أثار استياء عدد من أعضاء الأكاديمية، وهم جميعاً من كبار الكتّاب والمفكرين، لكن اختياره في «مجمع الخالدين» يعزز وجود الفكر العربي في هذه المؤسسة التي تضم كبار الكتّاب بالفرنسية، كما يكرس أدبه المعبر عن تلاقح حضاري عربي - فرنسي. ويسجّل للأكاديمية اختيار هذا الكاتب الذي لم يتنازل يوماً عن حقه في كتابة تاريخه العربي بالفرنسية وأن يجعل التلاقح بين العرب والغرب جزءاً من الثقافة الفرنسية. وأدب أمين معلوف منذ كتابه المفاجأة «ليون الأفريقي» هو دفاع عن هذا التلاقح وتركيز على الجوانب المضيئة من صورة العرب التاريخية التي تلحق بها الإساءات اليوم لأسباب يتحمل مسؤوليتها العرب والغرب معاً. صدر كتابه الأول بالفرنسية العام 1983 في عنوان «الحروب الصليبية كما رآها العرب»، وأتبعه بمؤلفات عدة معظمها ذو طابع روائي. وقد تفرغ للكتابة وابتعد عن العمل الصحافي في مجلات فرنسية منذ نجاح روايته الثانية «ليون الأفريقي» التي أسست شهرته الفرنسية والعالمية. ويتوقع أن تجري الأكاديمية الفرنسية في الأشهر القليلة المقبلة انتخابات أخرى لملء مركزين بوفاة جاكلين دوروميلي في كانون الأول (ديسمبر) 2010 وجان دوتور في كانون الثاني (يناير) 2011. يذكر ان الأكاديمية العريقة أسسها الوزير الكاردينال ريشيليو العام 1635، وينشغل أعضاؤها أصلاً في «السهر على اللغة الفرنسية وحمايتها من غزو المفردات الدخيلة من لغات أخرى وإصدار معجم يتابع نموها وتطورها».