اعتبر علماء دين شيعة إخراج القوات الأميركية من العراق نهاية العام الجاري «بالطرق السلمية أو بقوة السلاح جهاداً مقدساً ودفاعاً عن الإسلام». جاء ذلك في نص فتوى طلبها الزعيم الديني مقتدى الصدر من عدد من رجال الدين، سنة وشيعة، حول الواجب الشرعي «إذا بقي المحتل بموافقة الحكومة أو من دون موافقتها». وفيما طالب «المجلس الإسلامي الشيعي» في لبنان الصدر ب»الرجوع في كل أمر مصيري ومهم إلى ما تقوله المرجعيات الدينية في النجف»، وعد الأزهر ب «عرض الموضوع على مجمع البحوث الإسلامية في جلسة هذا الشهر ليقول رأيه». وقال آية الله محمود الهاشمي، رداً على سؤال الصدر إن «من ضرورات الدين والعقل السليم أي عمل يؤدي إلى إخراج المحتل هو جهاد مقدس ودفاع عن بيضة الإسلام وشريعة سيد المرسلين». وحض الحكومة «على أن تقف بحزم وصمود في وجه مطامح المحتل ولا تتنازل ولا تلين أمام الضغوطات والمؤامرات». وطالب «الجميع بمقاطعة الاحتلال وإجبار المحتل في عراقنا الحبيب على تنفيذ كل بنود الاتفاق المبرم للخروج في الموعد المقرر وتسليم البلد إلى أهله». وعزا الصدر تقدمه بالسؤال إلى المرجعيات الدينية إلى حرصه على «الرجوع إلى العلماء الأعلام والمراجع الكرام». وقال:» لذا فإني وجهت سؤالاً موحَّداً إليهم ، سواء من هم مراجع وعلماء المذھب الشيعي أم غيره». مؤكداً إن «مصير العراق مشترك بين كل الأديان والمذاهب». وجاء في رد آية الله مرتضى الموسوي القزويني:»إذا بقي المحتل من دون موافقة الحكومة فعلينا ممارسة الضغوط عليها من دون كلل ولا ملل». وزاد «علينا بالصمود والمقاومة المناسبة وإثارة الرأي العام واستخدام كل الوسائل الممكنة للتخلص من هذه الذلة والخضوع للمستعمر الماكر الكافر». ونصح القزويني الصدر بأن «يلتزم تقوى الله والتوكل عليه وبذل الأرواح اقتداءً بمولانا أبي عبدالله الحسين». وأبدى استعداده لمقاتلة القوات الأميركية في حال استمر وجودها على الأراضي العراقية، مؤكداً:»أنني على عجزي وضعفي ومرضي وكبر سني على استعداد لبذل طاقتي الضعيفة في هذا السبيل». واعتبر الصدر «بقاء المحتل على أرضنا في العراق الحبيب أو عدمه أمر مصيري لا محالة ولابد أن يكون الجميع فيه مشتركون وعلى رأسهم كبار المراجع والعلماء». وأضاف» لذا قدمت هذا السؤال الذي يقول: لو بقي المحتل من دون موافقة الحكومة، فما واجبنا الشرعي لدعم الحكومة؟ ولو بقي المحتل بموافقة الحكومة فما هو موقفنا من ذلك؟». وقال آية الله صبحي الطفيلي في رده إن «واجب كل مسلم أن يعمل بما يراه مناسباً ولو بالقوة لإخراج المحتل الكافر من العراق بالتعاون مع الحكومة إن قبلت أو من دونه». وكان في رد آية الله كاظم الحسيني الحائري (أستاذ الصدر) بعض الغموض وجاء فيه: «لو أن الحكومة دافعت عن ذلك فقد فعلت فعلاً محترماً». أما الشيخ عبدالأمير قبلان رئيس «المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان» فدعا الصدر إلى»العمل على ما يرضي الله ورسوله والمؤمنين والأخذ في الاعتبار حقن دماء أهلنا في العراق»، و»الرجوع في كل أمر مصيري ومهم إلى ما تقول به المرجعيات الدينية في النجف الأشرف وعلى رأسهم آية الله العظمى السيد علي السيستاني كونهم اعرف وأدرك بمصلحة العراقيين». وأكد موقع «أخبار العمارة» التابع للصدر أن الاستفتاء وجه أيضاً إلى كل من:»آية الله العظمى سماحة الشيخ الفياض، والشيخ باقر الأيرواني، والشيخ عادي آل راضي، والشيخ محمد مهدي الآصفي، والشيخ محمد السند وقد أجاب بعض علمائنا دون البعض الآخر مشكورين «. وفي معرض الرد على استفتاء الصدر أيضاً وعد مستشار الأزهر للحوار محمود عزب في رسالة إلى الصدر «بعرض الأزهر الشريف هذا الموضوع على مجمع البحوث الإسلامية في جلسة هذا الشهر ليقدم لكم رأيه في موضوع دقيق مثل هذا يتعلق بمصلحة وطنكم العليا»، مشدداً على»ضرورة جمع كلمة الشعب العراقي كله في هذه المرحلة بكل ما تحمل من خصوصية».