مع اقتراب الذكرى السادسة لأسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حركة «حماس» بتقديم إثباتات تفيد بأن شاليت ما زال على قيد الحياة، غير ان «حماس» ردت بأن «الطريق الوحيد للحصول على معلومات عنه هي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين» في صفقة تبادل «بعيداً من الألاعيب والمراوغة». وقال القيادي في «حماس» الدكتور صلاح البردويل في تصريح ان «الإحتلال، ومن خلال الطلب الذي قدمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن إثبات بأن شاليت لا يزال على قيد الحياة، إنما يحاول كسب الوقت من أجل الحصول على أي معلومة تساعده أمنياً في اكتشاف مكانه، ومن ثم إحباط هذه الصفقة وتحقيق انتصار على طريقة الكاوبوي». وحض الإسرائيليين على الضغط على حكومتهم «لتنفيذ الصفقة من دون مراوغة». وكان الصليب الأحمر قال امس انه «يحق لعائلة شاليت بموجب القانون الدولي الإنساني أن تكون على اتصال بابنها». وأضاف في بيان ان القلق يساور اللجنة في شأن مصير شاليت «أكثر من أي وقت مضى بعد مرور خمس سنوات على اعتقاله»، مطالباً «حماس» ب «اثبات أن الجندي ما زال على قيد الحياة». وتابع أن شاليت «اعتقل من دون أن يكون بإمكانه التواصل مع أحد طوال السنوات الخمس الماضية، ولا تزال أُسرته لا تملك أخباراً عن مكان وجوده وعن حاله». واعتبر المدير العام للجنة إيف داكو أن «عدم توافر المعلومات عن شاليت أمر غير مقبول بتاتاً، إذ يحقّ لأهل شاليت الاتصال بإبنهم بموجب القانون الدولي الإنساني». وقال إن «القانون الدولي الإنساني يوجب على حماس الحفاظ على حياة شاليت ومعاملته معاملة إنسانية والسماح له بالاتصال بأُسرته». وأشار البيان الى أن «اللجنة طلبت من حماس مراراً وتكراراً، لكن بلا جدوى، السماح للجندي شاليت بتبادل الأخبار مع أحبائه، وكررت في مناسبات كثيرة مطالبتها بمقابلته، لكن حماس لم تقبل قطّ السماح لها بذلك». ويأتي البيان تزامناً مع الذكرى السادسة لأسر شاليت الذي يحمل ايضاً الجنسية الفرنسية، من جانب مقاتلين من «حماس» و «لجان المقاومة الشعبية» و «جيش الاسلام» في 25 حزيران (يونيو) عام 2006 أثناء عملية نوعية نفذوها في موقع كرم أبو سالم العسكري الاسرائيلي جنوب شرقي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. ورفض آسرو شاليت السماح لمندوبي اللجنة أو غيرهم بزيارة شاليت خشية ان تتعرف اسرائيل الى مكان احتجازه ومهاجمته لتحريره، علماً أن الدولة العبرية ترفض السماح لأهالي مئات الأسرى في سجونها من قطاع غزة في زيارة أبنائهم منذ عشر سنوات وأكثر. ولم يسمح آسرو شاليت للصليب الاحمر بزيارته، ووافقوا فقط على بث شريط فيديو في تشرين الاول (اكتوبر) 2009 يظهر فيه بكامل وعيه، في مقابل اطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بعد بث رسالة صوتية عام 2007 ونقل رسالتين منه. وبدا الافراج عن شاليت وشيكاً خريف 2009 بعد مفاوضات غير مباشرة برعاية مصر ووسيط ألماني من اجل مبادلة الجندي بألف معتقل فلسطيني لدى اسرائيل. وأجرى الوسيط الألماني اتصالات ولقاءات شبه دائمة مع قياديين في «حماس» ومسؤولين اسرائيليين لجسر الهوة بين مطالب آسريه والحكومة الاسرائيلية، الا ان هذه المفاوضات فشلت بسبب الخلاف على هوية المعتقلين الفلسطينيين المعنيين واماكن اطلاقهم، إذ اصرت اسرائيل على ابعاد فلسطينيين شاركوا في هجمات عليها.