القدس المحتلة، غزة، روما - أ ف ب، رويترز - أعرب نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين عن تأييدهم مبادلة مئات الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت الذي أتم أمس عامه الرابع في الأسر في غزة، حتى وإن أدى ذلك إلى الإفراج عن «قتلة»، فيما أكدت حركة «حماس» ثقتها بأن إسرائيل «سترضخ لشروط المقاومة». وفي استطلاع نشرته أمس صحيفة «يديعوت أحرنوت» وأجراه معهد «داحاف»، قال 72 في المئة إنهم يوافقون على «مبادلة أسرى بمئات الإرهابيين، بمن فيهم قتلة، يفرج عنهم مقابل شاليت»، في حين أعرب 21 في المئة عن رفضهم ذلك. وعلاوة على ذلك، اعتبر 74 في المئة أن احتمال الإفراج عن شاليت «ضعيف جداً أو غير موجود»، من دون أن تضطر إسرائيل للإفراج عن «مئات الإرهابيين بمن فيهم قتلة». ورأى 13 في المئة أن احتمال تحقق هذه الفرضية متوسط، في حين اعتبرها 8 في المئة ممكنة و3 في المئة ممكنة جداً. ويشك معظم المعلقين الصحافيين في استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقبول بمثل هذه المبادلة حالياً. وفي استطلاع مماثل أجري في مثل هذا الوقت من العام الماضي، أيد 69 في المئة التبادل وعارضه 28 في المئة. وأكدت «حماس» أن إسرائيل «سترضخ» في النهاية لشروط المقاومة الفلسطينية للإفراج عنه. وقال عضو المكتب السياسي للحركة أسامة حمدان من بيروت في تصريحات لموقع «كتائب القسام» الإلكتروني، إن «هذا العدو لن ينفعه في النهاية إلا أن يرضخ بإذن الله لشروط المقاومة وإرادتها ومطالبها كي نرى أسرانا أحراراً». وأوضح أن شروط حركته لإتمام الصفقة «ما زالت كما هي والعدو تقدم باتجاه الشروط مسافة جيدة ثم تراجع في نهاية فترة أولمرت لأسباب تتعلق به، وما زال الوسيط يبذل جهده لكن منذ تسلم نتانياهو الحكومة حتى الآن لا جديد في هذا الموضوع». وشدد على أن «الأجهزة الأمنية الصهيونية لا تزال تسعى للوصول إلى أي معلومة، ولو نجحت في الوصول إلى أي طرف خيط يقودها للجندي الاسير لن تتوانى عن القيام بأي إجراء». وأضاف أن «من إيجابيات ونجاح المقاومة بالاحتفاظ بشاليت ما رأيناه خلال العدوان على غزة من قرار صهيوني بتصفية أي جندي صهيوني يقع في الأسر». وثمن دور «كتائب القسام» في تنفيذ هذه العملية «ومن ثم نجاحهم بفضل الله سبحانه وتعالى في الإبقاء على هذا الجندي قيد الأسر على رغم محاولات الاحتلال للوصول إليه إما خطفاً وإما اغتيالاً». واعتبر أن نجاح الكتائب في الحفاظ على الجندي الإسرائيلي مدة اربع سنوات سببه أنهم «التزموا كل القواعد والأصول في هذا العمل وانضبطوا خلالها». وأشار إلى أن أسر شاليت لم يأت «ترفاً ولا رغبة في مجرد الاحتفاظ به وانما جاء لأجل قضية نبيلة على مستوى الوطن الفلسطيني وهي إخراج الاسرى الذين يدعي العدو أنه لن يخرجهم ويحاكم مجاهدينا بعشرات السنين». وأحيت إسرائيل أمس الذكرى الرابعة لأسر شاليت بإطلاق بالونات وقوافل دراجات نارية وتوزيع شرائط صفراء. وشارك نوعام شاليت والد الجندي في احتفال رمزي في روما بإطفاء أنوار مدرجات «الكوليسيوم». وتنظم غداً مسيرة من بيت العائلة في شمال إسرائيل إلى مقر رئيس الوزراء في القدس. وقبل الاحتفالات في إسرائيل، خصصت الصحافة بأكملها صفحاتها الأولى لمصير الجندي الذي بات في الثالثة والعشرين من عمره، وقدمت صحيفة «معاريف» شريطة صفراء إلى قرائها في ذكرى خطفه. وفي تل ابيب، شكل خمسون سائق دراجة نارية موكباً وحملوا صور شاليت وأعلاماً إسرائيلية، ومروا أمام سفارات الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. من جهتها، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية «حماس» إلى السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة شاليت. وقالت في بيان إن «سلطات حماس تنتهك قوانين الحرب برفضها السماح لشاليت بتبادل الرسائل مع عائلته... وحماس لم تنقل سوى ثلاث رسائل منه وتسجيلاً صوتياً وشريطاً مصوراً قصيراً. واعتقاله في مكان سري ينطوي على قساوة ويمكن مقارنته بالتعذيب». وانتقدت أيضاً إسرائيل التي «تمنع المعتقلين الفلسطينيين من غزة من استقبال أفراد عائلاتهم». وفي روما، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده تدعم «كلياً وبكل قناعة» الجهود الرامية إلى الافراج عن شاليت. وقال خلال استقباله والد الجندي، إن خطف واحتجاز شاليت هو «انتهاك لجميع القواعد الدولية يظهر الطبيعة الإرهابية لحماس»، معتبراً أن هذا الأمر «يؤكد ان دول الاتحاد الأوروبي لا يمكن ان تعتبر حماس محاوراً سياسياً». وأصيبت امرأة بجروح طفيفة مساء أول من أمس في عراك بين شبان يهود وإسرائيليين من جهة ومناصرين للفلسطينيين من جهة أخرى بعد تجمع في روما للمطالبة بالافراج عن شاليت. ووقع الحادث لدى التقاء مجموعة من 40 شاباً إسرائيلياً ومن أعضاء المنظمات اليهودية كانوا عائدين من تجمع قرب «الكوليسيوم»، مع مجموعة من الفلسطينيين واعضاء في جمعية «غزة الحرة» التي تطالب برفع الحصار الاسرائيلي على القطاع. وبعد تبادل شتائم بين الجانبين تصاعد الموقف واشتبك الطرفان في عراك. ونقلت شابة إلى المستشفى لاصابتها برضوض، بحسب وسائل الاعلام. وتدخلت قوات الامن لفصل المجموعتين واعادة الهدوء.