دافع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن «التوافقية السياسية» في حكم البلاد، التي أعلن أنها تدخل إلى «الجمهورية الثالثة»، ليرد على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي جدد امس تمسكه بالغالبية السياسية محذراً من أن لا استقرار في ظل التوافق. وتحتل قضية تشكيل حكومة غالبية سياسية جوهر الحملات الدعائية للمالكي وأنصاره منذ سنوات، وكان تبنى المفهوم خلال انتخابات 2014، وواجه حينها انتقادات واسعة من قوى سياسية اعتبرت أن أية غالبية تنتج من الانتخابات في الوضع العراقي ستقود إلى حكومة ذات هوية مذهبية أو قومية واحدة وإقصاء للآخرين. ولم يطرح العبادي الذي يستعد لإطلاق حملته الدعائية لتجديد ولايته خلال انتخابات أيار (مايو) المقبل، موقفاً محدداً من موضوع الغالبية والتوافق، خلال الفترة الماضية، لكنه تحدث عن الموضوع امس في اليوم ذاته الذي تطرق اليه المالكي، ما يعكس مستوى الخلاف السياسي بينهما. وقال العبادي في كلمته أمس خلال مؤتمر إحياء ذكرى محمد باقر الحكيم إن «العراق ضمن القيادات الأولى في محاربة الإرهاب على مستوى العالم لأن العراقيين حققوا نصراً باهراً في كسر الإرهاب الداعشي»، مشدداً على ضرورة ضمان الوحدة الوطنية لرعاية الانتصار، وعلى أن العراق يمر بمرحلة تأسيس «الجمهورية الثالثة». وأضاف: «نحن مع التوافقية السياسية التي ترعى مصالح العراق والمواطنين ولسنا مع التوافقية السياسية التي تريد الاستئثار بالامتيازات للأحزاب والجهات، والخلل في التوافقية السابقة كان الحفاظ على الامتيازات». وزاد: «نحن مع الأكثرية السياسية إذا كان يُراد منها أن تحقق دولة قوية ودولة تستطيع السير بقوة إلى أمام لتحقيق طموح المواطنين، ولسنا مع الأكثرية السياسية التي تريد أن تستبعد الآخر وأن تستأثر بالامتيازات الفئوية». وكان المالكي قال في مؤتمر أمس، أن مشروع الغالبية السياسية الذي يتبناه «ائتلاف دولة القانون» سيكون مشروعاً وطنياً تشترك فيه كل أطياف الشعب العراقي، وأضاف: «علينا أن نحث الخطى للمشاركة في تصحيح مسار النظام السياسي وإنقاذه من نظام المحاصصة الذي ساهم في عرقلة مسيرة البناء والخدمات». وشدد على أن «لا استقرار ولا بناء ولا تنمية في ظل التحاصص والتوافق». وتأتي هذه المساجلات قبل أقل من أسبوعين على موعد بدء الحملات الانتخابية ويُتوقع أن تصعّد الأطراف خطابها السياسي وسط تذمر عام وشكوك في حجم المشاركة في الاقتراع. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دعا أمس إلى «مبدأ شلع قلع» في الانتخابات، وقال رداً على سؤال لأحد أتباعه، حول تغيير الوجوه القديمة، وانتشار إشاعات عن استثناء 5 من نواب تياره من قرار منع مشاركتهم في الانتخابات: «لا يوجد استثناء مطلقاً لا لسوء بأحد، وإنما نريد وجوهاً جديدة (شلع قلع)». ويستخدم الصدر تعبير «شلع قلع» باللهجة العراقية في إشارة الى تغيير الطبقة السياسية الحالية. ويتوقع أن يعلن الصدر دعمه ائتلافاً سياسياً باسم «سائرون» شكله بالتحالف مع أحزاب مدنية وعلمانية، إضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي.