يدلي الروس اليوم بأصواتهم في انتخابات رئاسية هي السابعة في التاريخ الحديث لبلادهم، وتبدو نتائجها محسومة للرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين. وتتّجه الأنظار إلى نسب المشاركة، إذ ترغب السلطات في منح الرئيس المقبل مزيداً من الشرعية، فيما يدعو معارضون إلى المقاطعة. ويتنافس ثمانية مرشحين للظفر بحكم الكرملين، ولكن يُتوقع أن ينحصر التنافس على المركز الثاني بين مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين، ورئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي فلاديمير جيرينوفسكي، وهو قومي شعبوي. وتتنافس كسينيا سوبتشاك مع يفغيني يافلينسكي على أصوات الليبراليين الروس، بعد منع أليكسي نافالني من خوض السباق، نتيجة تهم قضائية يرفضها. أما فرص الآخرين فمعدومة. ويخوض بوتين انتخاباته الرابعة، لحكم روسيا 6 سنوات أخرى، تُضاف إلى 14 سنة في الكرملين، و4 سنوات رئيساً للوزراء، منذ صعوده قمة الهرم السياسي في البلاد، بعدما تنازل سلفه بوريس يلتسين عن الحكم أواخر 1999. وتشكل المشاركة ونسبة الحضور التحدي الأكبر أمام السلطات، مع دعوات أنصار نافالني إلى مقاطعة الانتخابات، وعزوف فئة الشباب عن المشاركة. وصرفت لجنة الانتخابات نحو 770 مليون روبل (الدولار 57 روبلاً) لحضّ الروس على المشاركة بكثافة، وتكليف شركات استشارية تنظيم حملة متكاملة. وروّجت القناة الأولى الحكومية دعايةً بعنوان «الانتخابات للبالغين فقط»، وفيه تتعرّف شابة على شاب في مقهى ليلي عشية الانتخابات، ومع أنها تُعجب به فإنها تقرر تجاهله وقطع علاقتها معه، حين تدرك أنه لن يصوّت. أما القناة الثانية فتُروج لدعاية امرأة حامل تطلب من سائق الأجرة الاسراع للوصول، ويتضح أخيراً أنها ذاهبة إلى مركز الانتخابات، لا إلى قسم الولادة في مستشفى. وخصصت مقاطعات تذاكر مجانية في حفلات موسيقية للشباب، بين 19 و40 سنة، مكافأةً على المشاركة في الانتخابات. وتفيد لجنة الانتخابات المركزية بأن 111 مليون روسي يحق لهم الاقتراع، في بلادهم وخارجها. وتفتح مراكز الاقتراع منذ الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء وفق التوقيت المحلي، فيما بدأت عمليات التصويت المبكرة في الخارج، وللعسكريين. وتبدأ النتائج الأولية بالظهور فور اغلاق صناديق الاقتراع في جيب كاليننغراد أقصى غرب روسيا، الذي يتأخر بنحو 9 ساعات عن توقيت أقصى شرق روسيا. ويُنتظر انتهاء عمليات الفرز صباح الاثنين في موسكو، حين تظهر النتائج الأولية، والتي تُعلن رسمياً بعد انتهاء البتّ في أي طعون يمكن أن تقدم من المراقبين وحملات المرشحين، في غضون 10 أيام. وتفيد تعديلات تبنتها اللجنة الانتخابية، بأن للناخبين الحق في التصويت في أي مركز انتخابي، من دون الحصول على إذن خاص، كما كان متبعاً في السابق، في حال السفر أو عدم القدرة على التصويت في المركز الانتخابي الأقرب إلى المنزل. وتنظم عمليات فرز الأصوات في حضور مراقبين وممثلين عن المرشحين وأحزابهم ووسائل الإعلام. وللمرة الأولى ستُنصب كاميرات مراقبة في الدوائر الانتخابية التي يتم فيها فرز الأصوات، لتبث مباشرة للراغبين بالتأكد من نزاهة عمليات الفرز. ونشرت السلطات في كبريات المدن وحدات اضافية من الشرطة والأمن، لدرء أخطار أي عملية إرهابية، أو أي إخلال بالأمن أثناء الاقتراع.