أثار حديث الدكتور طارق الحبيب عن الوطنية من خلال برنامجه «النفس والحياة» والذي تبثه قناة «الرسالة» آراء معارضة، إذ اعتبر البعض ضربَه الأمثلةَ في حديثه عن أهالي المنطقتين الشمالية والجنوبية نوعاً من التخصيص المسيء لأهالي هاتين المنطقتين.وكان الدكتور في معرض حديثه عن قيمة الانتماء إلى الوطن قد ضرب مثالاً بأهل الشمال والجنوب، معتبراً انتماء أهالي هاتين المنطقتين إلى الدول المجاورة أكثر من انتمائهم إلى أوطانهم، وهو ما نفاه الحبيب في بيان صحافي، إذ أكد أن حديثه أخذ غير الذي كان يقصد إذ يقول: «نظرت كلامي لم أجد فيه خطأ ثم كررته مراراً فاكتشفت أنه ربما وقع الخطأ في تصور ما قلته لأسباب كان من أهمها استخدامي ل«الوسطى» كمثال، والرد على ذلك يسير لأني قلت في بقية العبارة عن إنسان الجنوب إن انتماءه إلى دول مجاورة أكثر من الوسطى (وأضفت الشمالية)، وهذا يدل على أني كنت أتكلم عن منظومة وطن كما قلت سابقاً لا مدحاً في المنطقة الوسطى إنما كان البدء بالمثال فيها فاستدعت بقية العبارة أن تكون كذلك». كما أكد الدكتور في بيانه أن الانتماء الذي تطرق إليه في حلقته كان المقصود منه الانتماء النفسي لا الوطني لإنسان الحدود وليس لإنسان المنطقة برمتها أي أن إنسان الحدود عندنا قد يرتبط نفسياً بإنسان الحدود في الدولة المجاورة أكثر من ارتباطه بإنسان الرياض والدمام وجدة والجوف، وهذا الأمر لا نجده عادةً في الأوطان القوية التي نسعى إلى أن نكون واحداً منها». وأضاف: «الفرق بين الانتماءين هو أن نقص الانتماء الوطني يجعل الإنسان يرغب في جنسية البلد الآخر أما نقص الانتماء النفسي فلا يجعل الفرد في حاجة إلى جنسية البلد الآخر». وحول ما تسبب فيه حديث الدكتور من غضب لدى بعض أهالي الجنوب والشمال قال: «تضايق بعض أهل الجنوب وكذلك بعض أهل الشمال ربما من ذكري انتماءهم إلى دولة مجاورة، إن المعنى هنا ليس قصراً على الشمال أو الجنوب وإنما جاء ذكرهم كمثال، فكل مناطق المملكة لا ينتمون إلى الوطن بقدر انتماءاتهم الأخرى بما في ذلك نجد والحجاز، لذلك تجد السعودي الحضري ينتمي إلى أسرته أكثر من الوطن، والسعودي في البادية ينتمي إلى قبيلته أكثر من الوطن، والسعودي الملتزم ينتمي إلى الأمة الإسلامية أكثر من الوطن، ولذا لمّا جاء ذكر الشمال والجنوب إنما كان مجرد مثال أن (غير الانتماء الوطني) استطاع أن يخترق الحدود أجزم أني لو غيرت المثال بالمفهوم نفسه الذي أردته وهو (مزاحنا في الانتماءات الأخرى للانتماء الوطني) لما حدث ما حدث من لبْس في فهم المقصود ومهما بلغ الأمر من نقص بي في العقل وسوء في النية فإني لا يمكن أن أشتم نصف شعب دولتي». واختتم الدكتور تصريحه بالاعتذار: «رغم ذلك كله لا يعيبني بل يشرفني بلغة أهل الجنوب (مرحباً ألف) أن أقول: عذراً مليون لأهلي في الشمال والجنوب لمن فهم كلامي على غير ما أردت قوله، لقد شعرت للأسف أن مجتمعي وكأنه مجموعة من أوراق القص واللصق، ما أن ترتفع درجة الحرارة قليلاً حتى يتفكك عِقد تلك الأوراق عن بعضها بعضاً، ما أشعرني بزيادة المسؤولية كمختص مؤتمن على وطنه وأهله».