رغم محاولات بورتو البرتغالي المستميتة للمحافظة على مدربه الشاب الواعد اندري فيلاز بواز، إلا أن تشلسي الإنكليزي لم يجد مشكلة في دفع مبلغ 15 مليون يورو، المنصوص عليه في عقد المدرب البرتغالي كشرط لترك فريقه والانتقال إلى لندن، ليبدأ حلقات جديدة من مسلسل «السبيشال وان» لكن تحت اسم «مورينيو 2» أو مثلما يحلو للبرتغالي الجديد تسميته «بواز». لا يختلف بواز كثيراً عن معلمه مدرب ريال مدريد الحالي جوزيه مورينيو، فالأول يسير على خطى الأخير في كل شيء، فمورينيو لم يمارس كرة القدم محترفاً، وبواز كذلك، ومورينيو بدأ مسيرته في عالم كرة القدم في مجال إداري، وهو الترجمة للمدربين، وأيضاً بواز بدأ من خلفية استكشافية ومعلم للصغار، وكلاهما مع الأسطورة البريطاني بوبي روبسون، ومثلما صنع مورينيو اسمه مع بورتو بإحرازه عديداً من الألقاب، فإن بواز أنهى هذا الموسم مع بورتو بثلاثة ألقاب (الدوري والكأس وكأس يوروبا)، لينتقل بعدها إلى تشلسي مثلما فعل مورينيو في 2004. كثيرون يجمعون أن الفارق بين «الفلتة الجديد» وبين «السبيشال وان»، أن اسم بواز لمع منذ صغره مدرباً للفئات السنية، إذ دُعي بواز عندما كان في السابعة عشرة من عمره من بوبي روبسون لينضم إلى الجهاز التدريبي للناشئين في بورتو، قبل أن يغامر ويصبح أصغر مدرب في العالم لمنتخب، عندما درب منتخب جزر العذراء البريطانية، لكن تجربته لم تدم أكثر من مباراتين خسرهما في العام 2000، وكان حينها يبلغ 22 عاماً، وبعدها بعامين انتقل بواز إلى الجهاز التدريبي لمورينيو في بورتو، ليلحق به إلى تشلسي وبعدها إلى إنتر ميلان، إذ برع في تقاريره الاستكشافية عن نجوم جدد بفضل اهتمامه بأدق التفاصيل، خصوصاً عن الفرق المنافسة. وفي 2009 خرج بواز من مسار مورينيو وعين مدرب لاكاديميكا البرتغالي، فعندما عين في تشرين الأول (أكتوبر) كان الفريق يقبع في المؤخرة من دون أي انتصار، لكن بنهاية الموسم أنقذ الفريق من الهبوط وأخذه إلى الدور قبل النهائي من مسابقة الكأس، قبل أن يعينه بورتو في الموسم الماضي مدرباً له، ليفوز بالدوري بفارق 21 نقطة عن أقرب منافسيه من دون أي هزيمة، وفاز بكأس البرتغال بفوزه على براغا (1-صفر) في المباراة النهائية، وبكأس يوربا بفوزه على غيماريش (6-2). بواز ما زال في الثالثة والثلاثين من عمره، أي أنه من جيل نجوم تشلسي ديدييه دروغبا وفرانك لامبارد وأليكس، ويملك الكاريزما التي يملكها مورينيو، بقدرته على ضم اللاعبين حوله واكتساب ثقتهم، خصوصاً أن قدرته على الاهتمام بالتفاصيل كبيرة جداً، عوض بها فشله لاعباً، لكن تعلق في ذهنه دائماً المقولة الشهيرة للمدرب الإيطالي الاسطوري اريغو ساكي، الذي لم يمارس اللعبة، وكلما سئل عن مؤهلاته التدريبية كان جوابه ساخراً، إذ يقول: «لم أدرك أبداً أنه كي أنجح فارساً كان يتوجب علي أن أكون حصاناً».