رد ناشطو «حراك جرادة» على قرار وزارة الداخلية استخدام القوة لإنهاء «احتجاجاتهم غير القانونية» المستمرة منذ نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي بتنفيذ اعتصام داخل آبار مناجم الفحم المعروفة باسم «ساندريات»، والتي يعمل فيها عدد كبير من سكان المدينة، على رغم أنها مغلقة منذ 1998. ورفع المحتجون شعار «الموت ولا المذلة» تنديداً بنهج الحكومة في التعاطي مع قضية «حراك جرادة». وكانت وزارة الداخلية أكدت في بيان أصدرته ليل الثلثاء «حقها، انطلاقاً من صلاحياتها القانونية، في منع التظاهر غير القانوني في الشوارع، والتعامل بحزم مع التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة، بعدما أكدت الحكومة حرصها على إبداء تفاعلها الإيجابي مع كل المطالب الاجتماعية والاقتصادية للسكان». وتابعت الوزارة: «بعض الفئات تتمسك بتهميش جهود الدولة عبر استغلال المطالب الشرعية المعبّر عنها، وتحريض السكان في شكل متواصل على الاحتجاج بلا احترام القانون، ما يربك الحياة في المنطقة». واندلعت احتجاجات جرادة إثر وفاة شقيقين داخل منجم مهجور في نهاية كانون الأول، في حادث عرضي تلته وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة، ما دفع المحتجين إلى الخروج في تظاهرات سلمية طالبت ب «بدائل اقتصادية» للمدينة المنكوبة منذ إقفال مناجم الفحم فيها عام 1998. ورفع المتظاهرون أعلاماً مغربية نددت ب «التخلي» عن مدينتهم، وطالبت ب «بديل اقتصادي لمناجم الموت» غير القانونية التي يجازف فيها مئات من العمال بحياتهم. ونجحت خطة عمل وضعتها الحكومة في تهدئة الأوضاع، لكن التظاهرات عادت نهاية شباط (فبراير) للمطالبة ب «حلول ملموسة». وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي إثر اعتقال السلطات قياديَين في حركة الاحتجاج الاجتماعي، ما تسبب في إضراب عام ومسيرة احتجاج وتظاهرات كبيرة للمطالبة بإطلاقهما. لكن السلطات تؤكد عدم ارتباط التوقيفات بحركة الاحتجاج، بل بحادث سير واعتداء على أملاك عامة وإلحاق أضرار مادية. إلى ذلك، باشر نبيل أحمجيق، المعتقل في قضية احتجاجات «حراك الريف» شمال المملكة التي تطالب بإيجاد وظائف وتنمية المنطقة، إضراباً عن الطعام احتجاجاً على عدم تنفيذ مدير سجن عكاشة في الدار البيضاء وعده بالسماح لأفراد من عائلته قادمين من مدينة الحسيمة بزيارته، على رغم حصولهم على وثائق رسمية تسمح بذلك. وأوضح شقيق أحمجيق، أن شقيقه سينفذ إضراباً عن الطعام يشمل الماء والسكر، ما قد يصيبه بأضرار صحية وخيمة، محملاً إدارة السجون مسؤولية مصير شقيقه. ونبيل أحمجيق بين 49 معتقلاً في سجن عكاشة بقضية حراك الريف، إلى جانب قائد الحراك ناصر الزفزافي، ومحمد جلول، والصحافي حميد المهداوي، وجميعهم يحاكمون أمام غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء. على صعيد آخر، صنّف تقرير لمعهد «ستوكهولم» الدولي لبحوث السلام، المتخصص في رصد حركة بيع الأسلحة وشرائها، المغرب في المرتبة الثانية بين الدول الأفريقية على صعيد شراء الأسلحة بنسبة 12 في المئة، خلال الفترة بين عامي 2013 و2017. وحلت الجزائر أولى بنسبة 52 في المئة من اجمالي السلاح المستورد أفريقياً، ونيجيريا ثالثة (5.1 في المئة). وكشف التقرير أن المغرب يستورد نسبة 54 في المئة من اسلحته من الولاياتالمتحدة، في حين استوردت الجزائر معظم أسلحتها من روسيا بنسبة 59 في المئة.