اعتقلت السلطات المغربية أول من أمس (السبت) قياديين شابين في حركة الاحتجاج الاجتماعي المندلعة منذ نهاية كانون الاول (ديسمبر) الماضي في جرادة، المدينة المنجمية السابقة الواقعة في شمال شرقي المملكة، وفق ما أفاد أقارب لهما أمس. واعتقل امين مقلش ومصطفى دينان، ولا يزالان موقوفين الاحد، بحسب ذويهم. وقال المدعي العام في مدينة وجدة (شمال شرق) إن «اعتقال مصطفى دينان على صلة بحادث سير وقع في الساعة الاولى من فجر الثامن من آذار (مارس) الجاري ولا علاقة له بالأحداث التي تشهدها مدينة جرادة». من جهته، قال المندوب المحلي للهيئة المغربية لحقوق الانسان سعيد زروال، ان «دينان الذي اصبحت له شعبية عبر خطاباته النارية خلال التظاهرات، كان لا يزال موقوفا صباح أمس». وأفاد زروال لاحقا بأن مقلش اعتقل على صلة بهذا الحادث أيضا. ودينان ناشط بقوة على «فايسبوك»، لكن صفحته على موقع التواصل الاجتماعي التي تعلوها صورة الزعيم الثوري الروسي لينين، كانت صباح أمس غير متاحة. ونشرت صفحات «فايسبوك» أخرى لناشطين في «الحراك» صورا لتجمعات احتجاجا على توقيفه. واندلعت حركة الاحتجاجات في جرادة، اثر وفاة شقيقين داخل منجم مهجور في أواخر كانون الاول الماضي، في حادث عرضي تلته وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة، ما دفع بالمحتجين للخروج في تظاهرات سلمية تطالب ب «بدائل اقتصادية» للمدينة التي نكبها اقفال مناجم الفحم في 1998. ومنذ ذلك الحين، يعرّض مئات العاملين السريين في المناجم حياتهم للخطر في مناجم مهجورة، لاستخراج الفحم. وأدت خطة تحرك عرضتها الحكومة الشهر الماضي، وتنص خصوصا على الاعتناء بقدامى عمال المناجم المصابين بالسحار ومراقبة المناجم المقفلة، الى تهدئة الحركة الاحتجاجية، لكن تظاهرات ودعوات الى الاضراب العام ما زالت مستمرة، لأن البعض يعتبر التدابير الحكومية غير كافية. لكن السلطات المحلية تعتبر المحتجين «حفنة من الاشخاص المتحفظين الذين يضمرون اهدافا اخرى غير المطالب الاقتصادية»، فيما يقول المحتجون، ومنهم مصطفى دينان، انهم يمثلون مطالب الشعب.