لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - اسفرت احتفالات موالين للنظام السوري ب «تثبيت» بشار الأسد رئيساً في الانتخابات، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين برصاص عشوائي أطلقه عناصر «الشبيحة» في مناطق مختلفة في البلاد، في وقت تعهدت المعارضة بمواصلة «الثورة» ضد النظام، متهمة القوات الحكومية باستخدام «غازات سامة» شرق دمشق. (راجع ص 4 و5) وفيما انتقدت مجموعة الدول السبع الانتخابات ووصفتها بأنها «شكلية» وجددت المطالبة بحل سياسي يتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية، انفردت موسكو وطهران في اعتبار الاقتراع «نزيهاً وشفافاً». وبرز تمايز في الموقف الصيني من خلال تجاهل بكين الانتخابات، مطالبة ب «حل سياسي شامل». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان: «ارتفع إلى 10 بينهم طفل ولاعب كرة قدم ومصور في قناة تلفزيونية، عدد الشهداء الذين قضوا في محافظات دمشق وطرطوس واللاذقية وحلب، وأصيب أكثر من 200 آخرين في عدة محافظات، بإطلاق نار عشوائي من قبل شبيحة النظام ليل (أول من) أمس الأربعاء ابتهاجاً واحتفالاً بفوز قاتل أطفال سورية بمهزلة الانتخابات الرئاسية التي أجبر فيها الكثير من السوريين على المشاركة في مهزلة الانتخابات، والتصويت لصالح رئيس النظام السوري». وزاد: «هناك الكثير من العائلات أجبرت على الاقتراع خشية الاعتقال من قبل قوات النظام أو المسلحين الموالين للنظام، على رغم وجود أبناء لهذه العوائل في سجون ومعتقلات النظام السوري، وآخرين استشهدوا على يد النظام وفي قصفه للمناطق السورية». من جهته، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بان «انتخابات الأسد غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري، وأنها تستوجب ضرورة زيادة الدعم للمعارضة لتغيير موازين القوى على الأرض وإجبار نظام الأسد على القبول بالاتفاقات الدولية التي تشكل الأساس للحل السياسي في سورية وأولها بيان جنيف»، مؤكداً أن «الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديموقراطية». وفي بروكسيل، ردت مجموعة الدول السبع على انتخاب الأسد واعتبرت الاقتراع عملية «شكلية لن تساهم في حل الأزمة بل تعمقها»، مجددة التأكيد أن «لا مستقبل للأسد في سورية» وعلى التمسك ببيان جنيف الأول لتشكيل هيئة حكم انتقالية. ورأى الرئيس فرانسوا هولاند أن انتخابات الرئاسة في سورية «لا قيمة لها، وهي دليل على استمرار الديكتاتورية». وقال، بعد اجتماع قمة الدول السبع في بروكسيل: «لا أحد يعلم كيف تمكّن السوريون من الإدلاء بأصواتهم. ومنهم من حرم من حقه في الانتخاب ومن هو بعيد من سورية فيما يتعرض آخرون للقصف». وكان مقرراً ان يلتقي في باريس مساء أمس وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري لبحث الموضوع السوري، ضمن مواضيع أخرى. في المقابل، قال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس إن بلاده تعتبر أن السوريين اختاروا «مستقبل البلاد» بانتخابهم الأسد في استحقاق لا يمكن التشكيك في «شرعيته». وأضاف إن مراقبين يرون أن الانتخابات السورية حرة ونزيهة، منتقداً رد الفعل الغربي عليها. كما رحبت الخارجية الإيرانية بالطابع «التعددي» للانتخابات واحترامها «المبادئ الديموقراطية» وذلك في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية. وكان لافتاً تمايز موقف الصين عن موقفي روسيا وايران. اذ دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ مجدداً إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. وقال شي خلال كلمة لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بثها التلفزيون الحكومي على الهواء: «تحترم الصين المطالب المعقولة للشعب السوري وتساند الاعتماد المبكر لبيان جنيف والبدء في عملية سياسية شاملة من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية». ولم يتطرق الرئيس الصيني إلى مسألة الانتخابات، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال تعليقاً على الاقتراع الرئاسي السوري إنه بغض النظر عما حدث في البلاد فإن الحل السياسي هو المخرج الوحيد. ميدانياً، قال «الائتلاف» انه «يدين بشدة استمرار نظام الأسد باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، حيث استقبل المكتب الطبي في مدينة عربين في ريف دمشق صباح اليوم (امس) 10 حالات اختناق ناتجة عن استنشاق غازات سامة ألقتها قوات النظام». وزاد: «بعد أخذ العينات، رجّح الأطباء الذين عاينوا المصابين أن تكون هذه الغازات شبيهة بغاز الكلور الذي استخدمه النظام في كل من حرستا والمليحة (شرق دمشق) الشهر الماضي». من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال للصحافيين إن باريس التي تفحص 14 عينة لاستخدام الكلور في سورية منذ عدة اسابيع ستواصل القيام بذلك بالتنسيق مع دول أخرى. وأضاف «حيث أن الكلور الذي يستخدم على نطاق واسع لأغراض مدنية متطاير جداً فقد لا تأتي نتائج التحليل بالضرورة حاسمة وستحتاج إلى استكمالها بمعلومات أخرى».