بروكسيل - أ ف ب - دعا قادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العمل فعلاً لخفض التوتر في شرق أوكرانيا والتعاون مع رئيسها الجديد بيترو بوروشينكو، الذي أوعز سيد الكرملين إلى السفير الروسي لدى كييف، ميخائيل زورابوف، بحضور مراسم تنصيبه غداً. (للمزيد) وأمهل الرئيس الأميركي باراك اوباما، في ختام عشاء قادة مجموعة السبع في بروكسيل، نظيره بوتين بين ثلاثة وأربعة أسابيع ل «سلوك الطريق الصحيح للقانون الدولي، قبل فرض عقوبات جديدة»، في وقت ندد بوتين بالأميركيين، وتحداهم أن يقدموا «أدلة» على تدخل بلاده عسكرياً في شرق أوكرانيا، وقال هازئاً: «شاهد العالم كيف أبرز وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق»، في إشارة إلى مزاعم واشنطن عام 2003 عن وجود هذه الأسلحة لتبرير تدخلها العسكري ضد نظام الرئيس صدام حسين. وردّ رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف على تشجيع قادة مجموعة السبع أوكرانيا على «الاحتفاظ بمقاربة مدروسة في مواصلة العمليات لاستعادة القانون والنظام في الشرق»، قائلاً: «ما يطلق عليها مجموعة السبع تتحدث عن تحركات مدروسة للجيش الأوكراني ضد شعب يتدفق للجوء إلى مناطق روسية، وهو رياء بلا حدود»، علماً بأنه قدّر وصول 5 آلاف أوكراني يومياً إلى منطقة روستوف نا دونو الروسية (جنوب غرب) فقط، وطلب 4 آلاف منهم حتى الآن وضع لاجئين، و «هو امر غير مسبوق». وأورد بيان مجموعة السبع «أن ضم روسيا القرم في شكل غير قانوني وأعمال زعزعة الاستقرار شرق أوكرانيا غير مقبولة، ويجب أن تتوقف». ودعا موسكو مجدداً إلى سحب قواتها المحتشدة قرب الحدود، ومنع تدفق الأسلحة والناشطين الانفصاليين إلى أوكرانيا، واستخدام نفوذها لدى الانفصاليين لإلقاء السلاح. وإذا لم تنخفض حدة التوتر، أكد قادة السبع استعدادهم لتكثيف العقوبات المحددة الهدف، وتنفيذ عقوبات إضافية لفرض تكاليف جديدة على روسيا»، والتي يمكن اتخاذها، وفق المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، خلال قمة الاتحاد الأوروبي التالية في 26 و27 الشهر الجاري. والأولوية الأخرى بالنسبة إلى مجموعة السبع هي مساعدة بوروشينكو على تأمين «استقرار مالي واقتصادي وسياسي» في أوكرانيا. وأبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتنظيم «اجتماع تنسيق» حول المساعدات مطلع تموز (يوليو)، قبل عقد «مؤتمر دولي» للمانحين نهاية السنة. وهو سيوقع «في 27 الجاري على أبعد تقدير» اتفاق حرية التبادل مع أوكرانيا. وعلى رغم موقف مجموعة السبع الصارم من أزمة أوكرانيا، باشر القادة الغربيون ليل أمس اجتماعاتهم الثنائية مع الرئيس الروسي بوتين، والتي تعتبر الأولى منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في آذار (مارس). واستضافه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولوند على مأدبة عشاء، بعد عشاء منفصل مع الرئيس الأميركي أوباما الذي كان أبدى قلقه من بيع فرنسا سفناً حربية من طراز «ميسترال» إلى روسيا، وقال: «كان الأفضل تعليق الصفقة» البالغة قيمتها 1.2 بليون يورو. كذلك التقى رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كامرون الرئيس الروسي في جلسة ثنائية بباريس، فيما ستلتقيه المستشارة الألمانية مركل صباح اليوم قبل احتفالات إنزال النورماندي. وكان الرئيس بوتين صرح قبل توجهه إلى فرنسا: «لا أنوي تجنب أحد، وسأتحدث إلى الجميع».