أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه من «إراقة الدماء المستمرة» في جنوب السودان، التي تنتهك اتفاقين لوقف إطلاق النار، داعياً الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار إلى الاجتماع والتوصل إلى اتفاق حول قضايا رئيسية وأهمها الترتيبات الانتقالية وإنهاء العمليات العسكرية فوراً. وأعرب بان في محادثتين هاتفيتين مع سلفاكير ومشار، عن قلقه الشديد إزاء الوضع الإنساني المؤلم في جنوب السودان والأعمال العدائية التي تواصل انتهاكها للاتفاق الموقع في 23 كانون الثاني (يناير) لوقف القتال والاتفاق الموقع في 9 أيار (مايو) بين سلفاكير ومشار. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في نيويورك، إن بان كي مون «شدد على الحاجة إلى أن يلتزم الطرفان بالاتفاقين، ويوقفا جميع العمليات العسكرية فوراً». وذكر أن بان أكد على الحاجة لأن يلتزم الطرفان بالاتفاقات الموقعة بينهما وإنهاء كل العمليات العسكرية فوراً. ورأت الأممالمتحدة إن الالتزام بوقف إطلاق النار مسألة أساسية لجهود تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أحدث دولة في العالم. من جهة أخرى، أعلن مشار أن زيارته إلى الخرطوم ستبدأ يوم الإثنين المقبل، ضمن إطار جولة يقوم بها حالياً بمبادرة من دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تتوسط في نزاع جنوب السودان. وكشفت مصادر حكومية في الخرطوم أمس، أن مشار سيبحث مع المسؤولين السودانيين سبل التعاون للقضاء على تحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي تقاتل إلى جانب قوات سلفاكير. كما سيكشف مشار عن أدلة دامغة تؤكد تورط جوبا في دعم المتمردين السودانيين. وكانت جوبا أبلغت الحكومة السودانية رسمياً تحفظها على زيارة مشار إلى الخرطوم، على اعتبار أنه لا يحمل صفة رسمية وأن استقباله يعني اعترافاً به. في سياق آخر، أعلنت سلطات وزارة الصحة في جنوب السودان، أن هناك ارتفاعاً في عدد حالات الإصابة بمرض الكوليرا، في مناطق عدة في جوبا عاصمة جنوب السودان. وقال المدير العام لوزارة الصحة بول تيجوا أمس، إن مجمل حالات الإصابة بالمرض وصلت إلى 1138 حالة، معظمها داخل مدينة جوبا.